تسلمت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، يوم أمس، من قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، النسخة الأولى ل«وسام جواهر للعطاء»، تقديراً لعطاءات سموّها اللامحدودة في المجالات الاجتماعية والإنسانية، والتزامها الدائم بتمكين المرأة، واهتمامها بالطفولة والأسرة، في دولة الإمارات والعالم أجمع.
وجرت مراسم تكريم سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، خلال حفل خاص أقيم في قصر البديع العامر في الشارقة، بحضور عدد من الوزيرات وعضوات المجلس الوطني الاتحادي، وكبار الشخصيات، والقيادات النسائية، ورئيسات ومديرات مؤسسات وهيئات معنية بالمرأة والطفل والعمل الاجتماعي والإنساني في الدولة.
رافق سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، خلال الحفل، كل من سموّ الشيخة شمسة بنت حمدان بن محمد آل نهيان، حرم سموّ الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ممثل الحاكم في المنطقة الغربية، وسموّ الشيخة خولة بنت أحمد السويدي، حرم سموّ الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني، وسموّ الشيخة اليازية بنت سيف بن محمد آل نهيان، حرم سموّ الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، والشيخة فاطمة بنت سحمي، والشيخة عائشة بنت سهيل بن مبارك، والشيخة فاطمة بنت هزاع بن زايد آل نهيان، رئيسة مجلس إدارة أكاديمية فاطمة بنت مبارك للرياضة النسائية، والشيخة حصة بنت سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان، والشيخة شمسة بنت سلطان بن خليفة آل نهيان، وعدد من كبار القيادات النسائية في أبوظبي.
كما شهد الحفل الدكتورة أمل عبد الله القبيسي، رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، والشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة دولة للتسامح، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخة عائشة بنت محمد القاسمي، عضو اللجنة الاستشارية لشؤون المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والشيخة جميلة القاسمي، المديرة العامة لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والدكتورة ميثاء بنت سالم الشامسي، وزيرة دولة، وعهود بنت خلفان الرومي، وزيرة دولة للسعادة، وعدد من عضوات المجلس الوطني الاتحادي والمجلس الاستشاري في الشارقة، ورئيسات ومديرات عدد من الدوائر والهيئات الحكومية بالشارقة.
وأكدت سموّ الشيخة فاطمة بن مبارك أن «وسام جواهر للعطاء» هو هدية لكل امرأة إماراتية تشارك في تنمية مجتمعها وتقدم وطنها، كي يظل عزيزاً وقوياً ومتميزاً كما أراد له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وسار على خطاه بقيادته الحكيمة، صاحب السموّ الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وأخوه صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السموّ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، بإشراك المرأة في استخدام طاقاتها بالتنمية والتطور، مثمنة اختيار القيادة الرشيدة لثماني نساء في التشكيلة الوزارية الأخيرة، ومن بينها سيدات في وزارات سيادية.
وأضافت سموّها: «العطاء ضرورة حياتية للارتقاء بمعاني الإنسانية في العالم، ولا يمكن أن يكون المستقبل مشرقاً من دون إطلاق قدرات المرأة واستثمار طاقاتها، وتوفير الظروف السليمة لتنشئة الأسرة وحماية أفرادها، وكذلك التكافل المجتمعي والإنساني من أجل مساعدة ضحايا الحروب والكوارث، وأقدر كل من يعمل لمصلحة إحدى هذه القضايا العالمية الملحّة، وأشكر سموّ الشيخة جواهر القاسمي على هذا التقدير الذي أعتز به كثيراً».
وقالت سموّ الشيخة جواهر: «أهنّئ أم الإمارات، سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، على منحها «وسام جواهر للعطاء». وإنه لشرف كبير لي أن تكون سموّها أول من يحصل على هذا الوسام، لما تتمتع به من شخصية فريدة قل نظيرها على مستوى العالم، حيث تتميز سموّها بعطائها الشامل واللامحدود، ولم يُعرف باب للخير إلا وكان لسموّ الشيخة فاطمة إسهام كبير ومؤثر فيه، وهو ما جعلها قدوة لكل امرأة إماراتية وعربية، بل ولكل امرأة وضعت الاهتمام بالإنسان والارتقاء بالمجتمع غاية رئيسية في حياتها».
وأشارت سموّها إلى أن إيمان سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك ببناتها وأخواتها الإماراتيات، ودعم التشريعات القانونية وتوفير الظروف المناسبة لهن للتمكين، من خلال تشجيعهن على التعليم، والعمل، وبناء الأسرة، جعلت دولة الإمارات، رائدة دول المنطقة في توفير الفرص المتكافئة للنساء من أجل المشاركة في الحياة العامة، وتحقيق الإنجازات التي رفعت اسم الدولة على قمة المجد في مختلف الميادين، كما تمكنت سموّها، من خلال أياديها البيضاء من تحقيق التنمية ونشر السلم في الدول الشقيقة والصديقة.
وتلقت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، التهاني بهذا التكريم المستحق، من الشخصيات الرسمية والقيادات النسائية التي حضرت في الحفل، قبل أن تحضر مأدبة الغداء التي أقيمت في قصر البديع على شرف سموّها.
وتضمّن حفل التكريم، عرض فيلم وثائقي عن سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، ورحلتها في مسيرة العطاء على امتداد تاريخ دولة الإمارات، كما شمل تسليط الضوء على مسيرة فرسان القافلة الوردية في دورتها السادسة، وهي المبادرة التي تنظمها «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»، بدعم قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة ورعايتها، وتتواصل فعالياتها حتى مساء الخميس المقبل، وتهدف إلى التوعية بمرض سرطان الثدي، وتقديم الفحوص المجانية للمواطنين والمقيمين من الجنسين وفي مختلف إمارات الدولة.
بين لقب «أم الإمارات» و«وسام العطاء»
جاء منح «أم الإمارات» وسام جواهر للعطاء، تزامناً مع الذكرى الحادية عشرة على حصول سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك على لقب «أم الإمارات» في 21 مارس 2005، تقديراً من الشعب الإماراتي لجهود سموّها في مساندة ودعم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في بناء الدولة وتعزيز إنجازاتها في الكثير من المجالات، وفي مقدمتها توفير التعليم، وتمكين المرأة، وتحقيق الاستقرار للأسرة، وحماية الأطفال، واهتمامها بتحسين حياة الناس، والوقوف إلى جانب الشعوب الشقيقة والصديقة في المحن التي يمرون بها نتيجة الاضطرابات السياسية أو الكوارث الطبيعية.
وتحفل مسيرة سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك بالإنجازات والمبادرات التي جعلتها رائدة للعمل النسائي والإنساني في الدولة، وداعمة لحقوق المرأة وتمكينها والنهوض بمكانتها، إلى جانب حرص سموّها المتواصل على النهوض بالمجتمع، من خلال الاهتمام بالطفولة والأسرة، وتوفير كل السبل الممكنة، عبر تأسيس الجمعيات، وتنفيذ المبادرات، وإطلاق الجوائز، مع تحقيق التوازن بين الأخذ بكل مقومات التطور العصرية والحفاظ على تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف وتقاليدنا العربية الأصيلة.
ومنذ افتتاح سموّها لجمعية المرأة الظبيانية في فبراير 1973، التي كانت أول تجمع نسائي في إمارة أبوظبي، بدأت المرأة الإماراتية تاريخاً جديداً في ظل حكومة الاتحاد الداعمة للمرأة ولكل ما يسهم في توعيتها، وتعليمها، وتمكينها، لينطلق بعدها النشاط النسوي في بقية إمارات الدولة ومدنها. حيث أسست سموّها في أغسطس 1975 الاتحاد النسائي العام، واتبعته بالكثير من الجمعيات والمؤسسات والمراكز النسائية المحلية والعربية والدولية، ومن بينها تأسيس المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومنظمة المرأة العربية، وصندوق المرأة اللاجئة، بالتعاون مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
مبادرات تمكين المرأة
أطلقت «أم الإمارات» عشرات المبادرات والمشاريع الرامية إلى تمكين المرأة، ومن أبرزها إطلاق استراتيجية محو الأمية وتعليم المرأة في الدولة، عام 1975، ورعاية مهرجان الأسر المنتجة منذ عام 1997، وإطلاق جائزة الشيخة فاطمة بنت مبارك للأسرة المثالية عام 1997، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية لتقدم المرأة في دولة الإمارات، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة (اليونيفيم) عام 2002 وتحديثها في عام 2015، ورعاية برنامج تعزيز دور البرلمانيات العربيات (2006-2008)، وإطلاق مبادرة أيادي العطاء لعلاج أمراض البصر وتشوّهات الأطفال عام 2008، وإطلاق شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر والاستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية عام 2008، إضافة إلى تمويل مشروعات إغاثة ورعاية الأيتام والأطفال الفلسطينيين في لبنان، ودعم الكثير من منظمات العمل الخيري والإنساني في الوطن العربي والعالم.
وقدمت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك الدعم اللازم للمشاركة في الكثير من المؤتمرات والمنتديات والندوات المحلية والإقليمية والدولية واستضافتها في الإمارات، ومن بينها مؤتمر المرأة العالمي في المكسيك عام 1975، ومؤتمر الطفولة (تونس) عام 1979، والمؤتمر الإقليمي الثالث للمرأة في الخليج والجزيرة العربية (الكويت) عام 1981، واستضافة ورعاية حلقة دراسية عن «الأوضاع السكانية والأسرية للمرأة بدول الخليج العربي» عام 1986، واستضافة ورعاية المؤتمر العربي الحادي عشر للمرشدات العربيات عام 1988، ورعاية مشروع «جمع تراث المرأة في الإمارات» عام 1991، والمؤتمر الإقليمي للمرأة والتنمية (تونس) عام 1993.
كما رعت سموّها المشاركة في المؤتمر العالمي للسكان والتنمية في القاهرة عام 1994، والمؤتمر العالمي الخامس لتعليم الكبار (ألمانيا) عام 1997، ورعاية «قمة سيدات الأعمال في منظمة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا» بأبوظبي عام 2006، ورئاسة مؤتمر أبوظبي العالمي للشيخوخة عام 2008، ورعاية مؤتمر الأطفال العربي الدولي الثلاثين (الأردن) عام 2010، ورعاية المسابقة الوطنية لمهارات الإمارات في العامين 2011 و2012، ورعاية المؤتمر الدولي لرياضة المرأة في أبوظبي عام 2012.
مبادرة لتكريم الشخصيات
أطلقت سموّ الشيخة جواهر القاسمي «وسام جواهر للعطاء» في مارس الجاري، مبادرة منها لتكريم شخصيات أسهمت بشكل مؤثر في تحقيق نتائج ملموسة، من خلال دعم واحدة أو أكثر من القضايا الإنسانية في العالم، أو كان لتلك الشخصيات يد في حماية الإنسان من أي مخاطر يمكن أن تهدد حاضره أو مستقبله.
وجاء إطلاق الوسام، في إطار مساعي سموّها المتواصلة للارتقاء بالإنسان وتفعيل الحراك الإنساني تجاه قضاياه الملحّة على الصعيد الدولي، وفي مقدمتها الفقر، والتعليم، وحماية الأطفال، وتمكين المرأة، واللاجئين، والأمراض السارية، وغيرها من القضايا المعنية بالإنسان، بغض النظر عن جنسه أو دينه أو عرقه أو انتمائه أو لونه.
500 وسام وجائزة
نالت سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك أكثر من 500 وسام وجائزة، محلياً وإقليمياً ودولياً تقديراً وتكريماً لجهود سموّها في مختلف المجالات، خاصة في مجال دعم وتمكين المرأة والعمل الخيري والإنساني والثقافي والاجتماعي. وحصلت سموّها على كثير من هذه الأوسمة والجوائز من منظمات دولية وإقليمية، من أبرزها هيئة الأمم المتحدة، ومنظمة الأسرة الدولية، والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، والاتحاد العالمي للمؤسسات الأسرية، وجامعة الدول العربية، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ومنظمة الأسرة العربية، والاتحاد العام للمنتجين العرب، والعديد غيرها.