موضي الشامسي: أنتم الكفاءات الوطنية التي ستخرج جيلًا واعيًا ومثقفًا ومميزًا

 IMG_1039

الشارقة: نظم برنامج ذاتي التابع لمركز ريادة – تعليم وتطوير، أحد المؤسسات التي ترعاها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، لقاءً استثنائيًا يجمع متدربي البرنامج بجميع دفعاته بأحد قيادات الشارقة. وقد وقع الاختيار هذا العام على سعادة الشيخة موضي الشامسي، رئيس إدارة مراكز التنمية الأسرية إحدى مؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة.

جاء هذا اللقاء، الذي يتم مرة واحدة كل سنتين، بهدف إعطاء المتدربين فرصة للتعرف على جوانب مهمة من الشخصية القيادية التي يتم اختيارها، مما سيفيدهم في تطوير مجال عملهم، وصقل مواهبهم، وتشجيعهم على أن يكونوا هم كذلك شخصيات قيادية تخدم المجتمع بجميع فئاته.

وقد توجهت موضي الشامسي لمركز ريادة بالشكر الجزيل على إعطاءها هذه الفرصة الثمينة، متمنية أن توفي حق هذا اللقاء والذي من خلاله ستتعرف على قائدي المستقبل، ومهاراتهم الشخصية، وتطلعاتهم المستقبلية.

وفي حديثها عن تجربتها في المجال المهني، فقد خاضت موضي الشامسي تجربة العمل لأكثر من عشرين عامًا والتي ساهمت في وصولها إلى نقطة النجاح في تأسيس إدارة مراكز التنمية الأسرية متضمنة أكثر من 100 موظفة تعمل في عدة فروع منتشرة في مناطق الشارقة.

وقالت موضي الشامسي: “في داخل كل إنسان حلم منذ بداية حياته، والحلم الذي كان يراودني بشدة هو مهنة التدريس، حلمتُ يومًا أن أكون معلمة، وظل هذا الحلم معي حتى وصولي لآخر مرحلة دراسية، لأنني كنت ولا زلت أؤمن بأن المعلم هو سيد الموقف، فنحن من المعلمين تعلمنا، ووصلنا إلى ما نحن عليه الآن بفضل الله تعالى ثم بفضل تعليمهم لنا”

من جانب آخر، فقد أتيحت الفرصة أمام المتدربين لطرح أسئلة تتعلق بالمجال المهني على موضي الشامسي، حيث تضمنت الحوارات مختلف المواضيع المتعلقة بتجربة القيادة في هذا المجال.

وفي حديثها عن أهمية القدوة في حياة الإنسان، قالت موضي الشامسي: “إن الإنسان لا يعيش على قدوة واحدة فقط، بل يستطيع اختيار أكثر من قدوة يقتدي بها في حياته، وهذا الاختيار يجب أن ينبع من خلال أسس معينة. ليس شرطًا أن تكون القدوة هي شخصية أتعامل معها طوال الوقت، فأول قدوة لنا هو نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام، حيث أننا اقتدينا بهم من خلال قراءتنا وسماعنا لسيرهم الذاتية، وقصصهم المذكورة في القرآن الكريم والسنة النبوية. ويمكن أيضًا أن يكون القدوة طبيبًا أو كاتبًا أو معلمًا أو أي شخص يمتلك شيئًا يميزه، واختياره يكمن بشكل أساسي فينا نحن، وفيما نسعى لتحقيقه لأنفسنا ولغيرنا”.

وأضافت: “أكثر ما يمكن أن يتعلم منه الإنسان، هي المواقف والتجارب التي يمر بها، فأي موقف صغير يعلّم الإنسان بأن يكون قائدًا، وقد كنتُ من أولئك الذين يستغلون هذه المواقف لأتعلم أكثر، فالقيادة شيء كبير ومتجدد، وكلّما تعلّمنا كلّما جدّدنا من أنفسنا، والقائد الناجح في عمله هو الذي يعرف كيف يتعامل مع الأشخاص والمواقف مختلفة الأنماط، وهو القادر دومًا على احتواء موظفيه، وتحفيزهم وتشجيعهم في سبيل الرقي يمؤسسته وفريق عمله، وهو من يضع نفسه في مكان الشخص الآخر ليتعلّم كيفية التعامل مع مختلف المواقف التي قد تصادفه. وتذكروا دائمًا بأن كل موظف على كرسيه هو قائد، يتعلّم من زملائه، ويتعلّمون منه، وهذا ما يجب أن نهتم به في مؤسساتنا، لأجل أن نحصل على قائدين موهوبين في المستقبل”.

واختتمت موضي الشامسي لقاءها بالمتدربين بكلمة أخيرة تقول فيها: “أشكر الله تعالى على ما وصلت إليه، وأتمنى أن تكونوا أنتم كذلك قادة في المستقبل، فأنتم الكفاءات الوطنية التي ستخرج جيلًا واعيًا ومثقفًا ومميزًا، يسعى لخدمة مجتمعه ووطنه من خلال إمكانياته وأفكاره، وأرجو من الله تعالى أن يوفقكم دائمًا، وأن يحقق لكم ما تسعون لتحقيقه”.

يهدف برنامج ذاتي التابع لمركز ريادة، إلى استقطاب الخرجين المتميزين من الجامعات والكليات، إيمانا بكافئتهم العالية وإدراجهم في برنامج متكامل يشتمل على مراحل تطويرية وتعليمية في مختلف المجالات لمدة سنتين متتاليتين ومن ثم تعيينهم في مناصب إدارية وقيادية في مؤسسات الإمارة.

ريادة هي مؤسسة حكومية تابعة للمكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي – قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة – والتي تهدف إلى تعزيز دور المواطنين في مجتمع إمارة الشارقة من خلال طرح وتنفيذ مبادرات ومشاريع ذات طابع أكاديمي ومهني وثقافي يستفيد منها مجموعة من الأفراد للارتقاء بإمكانياتهم وقدراتهم.