قرينة حاكم الشارقة تعلن إطلاق جائزة الشارقة لثقافة المرأة الخليجية

SLC.edited

أعلنت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، عن إطلاق جائزة الشارقة لثقافة المرأة الخليجية في الأدب والبحث الثقافي والعلمي، والتي تهدف إلى إثراء الحياة الثقافية والعلمية في المنطقة بالبحوث والدراسات الثقافية عبر بذل الروح التنافسية بين ذوات الخبرات والتجارب الأكاديمية من مبدعات دول مجلس التعاون الخليجي، وتشتمل الجائزة على ثلاثة مجالات وهي: الشعر والرواية والبحث الثقافي العلمي.

وأعربت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي عن اهتمامها بتمكين المرأة الخليجية والعربية قائلة: “نشأت المرأة في الخليج وهي لها دورها ومشاركتها الفاعلة في مجتمعها سواء في طلبها للعلم أو طريقها للعمل أو تربية أبنائها وغيرها من الأدوار التي تمتعت بها في المجتمعات قديماً، ونحن بعلمنا وثقافتنا قادرات على أن نصل إلى المراتب الأولى وبحمد الله ذهبنا معاً إلى آخر أصقاع العالم للتزود بالعلم والمعرفة ثم عادت المرأة وهي تحمل هذه الثقافة لخدمة وطنها ومستقبل أبنائها”.

وأضافت سموها: “يجب أن تكون هناك سياسة متحدة على أن المرأة تعمل للإنسان وثقافة الإنسان والارتقاء بالإنسان في مجتمع ثقافي يحترم الآخر بحيث تعكس كل امرأة صورة مشرّفة للمرأة الخليجية في العالم العربي والغربي، ونحن في مجتمع الشارقة نحرص دائماً على تشجيع المرأة الإماراتية على مشاركتها في مختلف الأنشطة والفعاليات من خلال المؤسسات الثقافية التي تفتح ذراعيها لتبني مواهب المرأة ودعمها بهدف إثبات نفسها في المجتمع الإماراتي”.

وفي تعقيبها على أهمية الثقافة للطفل، قالت سموها: “عندما ينشأ الطفل في مجتمع المكتبات والمراكز الثقافية والتعليم فإننا نساهم في نشر الحراك الثقافي بين الأطفال مروراً بالشباب والشابات فتجربة الشارقة منذ 30 عاماً والتي بدأت مع بداية حكم صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، زرعت الثقافة في كل طفل إماراتي حيث انتشرت في مجتمعنا مختلف المراكز الثقافية ومعارض الكتب إصراراً منا على وجود مراكز متخصصة لثقافة الطفل والشباب والشابات بهدف تنميتهم وتنمية روح الثقافة في المجتمع الإماراتي”.

جاء إعلان سموها عن الجائزة تزامناً مع يوم المرأة العالمي، والذي يصادف الثامن من مارس من كل عام وخلال “ملتقى الشارقة للمرأة العربية والثقافة” في دورته الثانية، الذي يأتي برعاية وحضور سموها، ونظمه المكتب الثقافي والإعلامي للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في نادي سيدات الشارقة صباح اليوم الأربعاء.

استهل الملتقى بالسلام الوطني وتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم كلمة المكتب الثقافي والإعلامي التي ألقتها الأديبة نجيبة الرفاعي حيث رحبت بالمشاركين في الملتقى بدورته الثانية والتي نقف عبر جلساته على ملامح العلاقة بين المرأة والثقافة في مجتمعنا العربي الذي يعيش أحداثاً مختلفة تدفع بنا إلى إعادة بناء الفكر والمناهج العلمية بما يتناسب وقدرتنا على مواجهتها وبما يحقق نتاجاً مثمراً في نجاح هذه المواجهة.

وقالت: “إن في قول سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه “علموا أولادكم لزمانٍ غير زمانكم”، معنى لذلك التحضر فكل زمانٍ يأتي بإنسانه وآلياته وأهدافه فليس من شروط تطورنا أن يكون هدف الابن هو هدف الأب ولا هدف الحفيد نفسه هدف الابن، وهكذا وقد يكون ذلك أحد أعمدة تطورنا الذي يفضي بنا إلى تلمس مسالك الحضارة”.

وأضافت: “أن إمارة الشارقة وهي تتوج عام 1998 عاصمة للثقافة العربية وعام 2014 عاصمة للثقافة الإسلامية تنطلق تجربتها في هذا الشأن من رؤية ثاقبة وغنية من حاكمها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي له من الأحاديث المهمة ما أخذ ليكون منارةً تسير على نهجها الأجيال، لا الإماراتية وحسب بل العربية والعالمية فمثقف كبير مثل سموه يجعل الثقافة رسالة إنسانية تقرأ بكل اللغات وكافة الاتجاهات فهي – من وجهة نظره – حربٌ .. ومشاركة..وسعادة .. واطمئنان”.

وتابعت: “في منطقتنا.. في دول مجلس التعاون الخليجي تتألق الثقافة بدعم من القيادات الرشيدة التي حققت البلاد فيها قفزات نوعية في النمو خلال سنوات محدودة قياساً لدول أخرى، إذ وجهت الإمكانات الاقتصادية والبشرية إلى اظهار الوجه الإنساني المتحضر لها، عبر ثقافة أصيلة رزينة وثرية، سواءً عبر ما حفظه التاريخ من تراثٍ لا يزال مثار إعجاب وأسئلة أو عبر مواكبة ما يجود به عصرنا الحديث من فكر علمي متطور يتحول كثيرٌ منه إلى حالةٍ واقعية لا غنى عنها، كاستخداماتنا اليومية التكنولوجية”.

وذكرت: “حين نخص هذا اللقاء بمساهمات المرأة في بنية الثقافة في المجتمع الخليجي فليس ذلك فقط احتفالاً بيوم المرأة العالمي ولكن لنقرأ معاً واقع هذه المساهمات وآثارها على المجتمع ودورها في التطوير الذي أصبح حديث الساعة والمتوقع من هذه المساهمات للمستقبل الذي بات موضوعاً مهماً يتحدث به حاضرنا كل يوم”.

وأكدت: “في الشارقة لم تكن المرأة بمعزلٍ عن المساهمات في النهضة التعليمية والثقافية في الإمارات بل لديها من المبادرات ما حققته لها الريادة في تأسيس مشاريع تهتم بثقافة المرأة وتعمل فيها المرأة وما كان ذلك ليتم من دون دعم ومباركة وقيادة من قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، التي فتحت أبواباً شاسعةً أمام إبداعات المرأة ومواهبها كي تنطلق بفكرها وكتاباتها وفنها إلى تحقيق غايات إنسانية ووطنية تقوي حضورها وتؤكد على حقيقة دورها التاريخي والإنساني المؤثر في الحياة بشكل كبير”.

عقب ذلك، عقدت جلستان ناقشتا موضوع الملتقى هذا العام وهو “المرأة الخليجية ومساهماتها في التنمية الثقافية في المجتمع الخليجي”، حيث تناولت عدة محاور منها المرأة الخليجية ودورها في قيادة الحراك الثقافي عبر ادراكها لمفهوم المرأة المثقفة وتطور الدور المجتمعي للمرأة العربية، وأثر ذلك على صورتها في وسائل الإعلام، إلى جانب دراسة نقدية والثقافة التكنولوجية وأثرها في إبداعات المرأة الخليجية ودور المرأة الخليجية في الحفاظ على التراث وتوثيقه والشباب والمشروع الثقافي “تجربة”.