قرينة حاكم الشارقة تتفقد مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي

قامت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسالمجلس الأعلى لشؤون الأسرة، بزيارة تفقدية لمقر مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي المعنية بشؤون الأيتام في الإمارة.

وتأتي زيارة سموها في إطار دعمها المستمر لبرامج المؤسسة التي تهدف إلى تمكين الأيتام والنهوض بواقع الفرد اليتيم ليكون مواطناً صالحاً وقادراً على العطاء والبذل لنفسه ومجتمعه، والعمل على غرس القيم الإماراتية الأصيلة في نفوس الناشئة المتمثلة في تكريس العمل والإيمان لدى هذه الشريحةوترسيخ عادات مجتمعهم الخيرة.

واستهلت سمو الشيخة جواهر جولتها بتفقد ورشة الأمنيات لأطفال المؤسسة والتعرف عليهم، حيث قامت سموها بقراءة عدد من الأمنيات وشاركت بعض الأطفال كتابة أمانيهم. لتتجه بعدها إلى ركن التمكين المهني، إذ استعرضت أهم إنجازات منتسبي المؤسسة في المجال المهني، واستمعت إلى عدد من الأنشطة التي نفذتها المؤسسة كمهرجان المأكولات الذي نُفذ خلال العام الحالي واستهدف الأوصياء والفتيات فاقدات الأب في خطوة لتأهيلهن ليكُنّ طاهيات ماهرات. وفي هذا السياق تابعت سموها عملياً مراحل العمل المختلفة. كما اطلعت على أهم مشاريع التمكين المهني التي دعمتها المؤسسة في المنطقة الشرقية ونفذتها الأمهات في منازلهن كالمزارع والمناحل وشاهدت نماذج من إنتاجهن.

ثم توجهت سموها لركن الورش الإنتاجية المهنية حيث اطلعت على نماذج من خطوط الإنتاج والمجموعات التي صممتها ونفذتها فتيات المؤسسة. وشاركت سمو الشيخة جواهر الفتيات ورشة إنتاج إكسسوارات المجالس العربية، وقامت بتركيب الكريستال علىقطعة قماشية، ثم قامت سموها بإهدائها لهن، تعبيراً عن تحفيزها ودعمها لهن.

وفي السياق ذاته، قالت سمو الشيخة جواهر: “أنا سعيدة جداً بما رأيته من منتجات رائعة تعكس جودة ودقة كبيرتين، وسعيدة أكثر بأن أرى زهراتنا وفتياتنا بهذا المستوى من المهارة العالية والذوق الرفيع، فالأعمال التي يقمن بها هي جزءٌ من الفنون الجميلة التي تتطلب صبراً وجهداً. وهنا، أثمن عالياً الدور المحوري الذي تلعبه المؤسسة في تمكين تلك الفتيات من خلال إعدادهن للانخراط في سوق العمل وتحويلهن إلى عناصر منتجة وفاعلة في محيطهن”.

واستمعت سمو الشيخة جواهر إلى شرح مفصل عن الإنجازات التي حققتها المؤسسة في مختلف مجالات التمكين وعلى رأسها التمكين الأكاديمي، والمعني بجميع الشؤون التعليمية للأبناء من مختلف المراحل الدراسية والذي تخطى حجم الإنفاق عليه حاجز الـ 10.5 مليون درهم، إضافة إلى التمكين الصحي الذي يرعى الحالات المرضية لدى المنتسبين، فضلاً عن التمكين النفسي الذي يسعى لتحقيق الصحة النفسية للأبناء وأوصيائهم، إلى جانب التمكين الاجتماعي الذي يوفر الجلسات الفردية والجماعية والدورات وبرامج الدمج بالمجتمع والمتابعات والزيارات والاستشارات والإرشاد الاجتماعي. واستمعت سموها كذلك إلى الجزئيات المتعلقة بالتمكين التربوي المعني برصد وعلاج الحالات السلوكية غير الموغوبة لدى الأبناء وأهم برامجه “غرس”، الذي يقوم على تعزيز القيم الإيجابية في نفوس الأبناء.

وتطرق الشرح كذلك إلى التمكين في الجانب البيئي وأهم المشاريع في هذا الصدد “جدران”، والمخصص لترميم منازل المنتسبين، وتعزيز الشراكات المجتمعية من خلال تفعيل دور المتطوعين الذين يقومون بتنفيذ الصيانات المنزلية، وحملة توفير أجهزة الصيف للأسر، والتي تناشد المؤسسة من خلالها الجمهور عبر قنوات الاتصال المختلفة مساندتها في توفير الأجهزة الكهربائية الضرورية للأسر الأشد احتياجاً كأجهزة التكييف والتبريد.

وحضر التمكين المهني بقوة، حيث أسهمت المؤسسة من خلال المبادرات في هذا المجال في توفير فرص التدريب والتأهيل والتوظيف للمنتسبين، حيث جرى توظيف 57 يتيماً في الدوائر الحكومية والخاصة بالدولة، إلى جانب مشروعات هامة في مقدمتها الورش الإنتاجية المهنية، والتي تصنع من خلالها الفتيات “منتجات تمكين”، وهي عبارة عن مشغولات حرفية متنوعة تقوم الفتيات بإنتاجها لتعمل المؤسسة على توزيعها والترويج لها في الأسواق من خلال المشاركة في المعارض المحلية والدولية، حيث قاربت عائداتها سقف المليون درهم. ومن المشاريع المؤثرة ضمن برنامج التمكين المهني مهرجان المأكولات، والذي يدعم أمهات الأيتام والفتيات فاقدات الأب المتوقفات عن الدراسة بمنحهن الفرصة لإظهار مهاراتهن في الطهي والترويج لها عن طريق مهرجان متنقل.

يُشار إلى أن المؤسسة تقوم برعاية عدد من المشاريع الاقتصادية الموجهة لتحقيق الاستقرار المادي لأسرة الابن فاقد الأب، وتخفيف الضغط عن كاهل الوصي، وأهمها مشروع الكفالة الذي شمل 2412 طفلاً، والمشاريع الموسمية المرتبطة بشهر رمضان والأعياد والصيف وغيرها، فضلاً عن المبادرات الخلاّقة المعدة للجمهور ليأخذ دوره الطبيعي في تغيير واقع اليتيم، كمبادرة اليوم الوطني لكفالة 42 يتيماً، والتي تعكس اهتمام المجتمع بهذه الشريحة الهامة.

وقد بلغ العدد الإجمالي للأيتام المستفيدين من برامج الرعاية والتمكين التي أطلقتها المؤسسة حتى نهاية العام الماضي ما يقرب من 3400 يتيماً ويتيمة، مرتفعاً بذلك 12 ضعفاً منذ انطلاقها، حيث بلغ عدد المستفيدين في بداية العمليات التشغيلية للمؤسسة 200 يتيماً ويتيمة.

وفي ختام الجولة، اطلعت سمو الشيخة جواهر القاسمي على أهم الاتفاقيات التي عقدتها المؤسسة بهدف تعزيز الشراكات المجتمعية، والمشاريع المستقبلية، كالبرامج الاجتماعية الموجهة لصقل وبناء الذات لدى الابن فاقد الأب كبرنامج سند البيت، وقادرون على التغيير، والمبادرات المجتمعية الأخرى، ودعم المشاريع الصغيرة لأوصيا الأبناء، وعقد مؤتمر دولي معني بشؤون الأيتام، وطباعة ونشر سلسلة قصص للأطفال تتناول اليتيم بوسيلة توعوية هادفة. وقد جرى استعراض مجموعة من قصص النجاح لأيتام بدأوا منذ الصغر مع المؤسسة ثم بلغوا مرحلة التمكين وأصبحوا عناصر فاعلة ومؤثرة في مجتمعهم.

وتلقت سمو الشيخة جواهر القاسمي في نهاية الزيارة هدية تذكارية من فتيات المؤسسة من منتجات الورش المهنية، صنعنها خصيصاً لسموها تعبيراً عن امتنانهن لجهود سموها ودعمها الدائم للمؤسسة وبرامجها المختلفة التي تستهدف تمكين شريحة الأيتام في المجتمع الإماراتي.