قانون مكافحة الكراهية

الكاتب: سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي

هكذا تقف الإمارات العربية المتحدة في مواجهة الكراهية؛ لأنها جبلت على المحبة، وأسست على الأخوة وتقبُّلِ الآخر، واحتوت كل غريب عن داره في دفئها، وحققت له عدالة قد لا يجدها في مكان غير هذا الوطن.

وهكذا إماراتنا، تواكب الأحداث وتقف موقف الفعل قبل القول، وتعلن بقوة عن قرارها بأن الكراهية وما تبطنه من عنصرية وتفرقة وفوقية ومظالم في طرف، ونحن _دولةً وقيادة وشعباً_ في الطرف الآخر، بما نحمله من قيم المحبة والتسامح والكرم والشهامة، ومساندة من يعانون في الأرض من الفقر والتشرد والغربة.
إن الكراهية خلق مقيت، لا يصلح لعيش البشرية، ويعطل صور التطور التي تهدف إلى مصلحة الإنسان، أو يضعها في أطر الاستغلال والربح المادي على حساب الحياة الكريمة للإنسان على وجه الأرض، أياً كان موقعه في خريطتها، وأياً كانت مستوياته في مجالات النمو في الوجود البشري.
إن الحكمة التي يتحلى بها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، وإخوانه حكام الإمارات وضعت واقعنا الإنساني الذي نعيشه اليوم في إطار قرار باركه الجميع في الداخل والخارج.

فهذا الواقع ينطوي على أحداث مؤسفة، يتسبب فيها فئة من البشر سيطروا على مقدرات شعوب، هم إخوة لهم، ولكنهم استحلوا لأنفسهم ما حرّموه على سواهم، بل ما هو محرّم في ديننا الإسلامي وكل الأديان السماوية.
في هذا القانون لا ازدراء للأديان ومقدساتها، ولا تمييز بين الناس، ولا كراهية مصاغة بكلمات قلوب لم تترك لضوء الشمس مجالاً أن تخترقها.
في هذا القانون؛ على الذي يثير فتنة أو يتصرف ازدراء أو تمييزاً بين الأفراد والجماعات أن يراجع حساباته، وأن يتأمل موقفه، وأن يعود إلى صواب يدمجه في مجتمع طيب كمجتمع الإمارات؛ لا يقبل أن يضام إنسان على أرضه.