دعا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة كافة السيدات إلى المبادرة في الكشف الطبي ضمن حملة القافلة الوردية في دورتها السابعة، مؤكداً سموه أن هنالك حالات كثيرة من مرض سرطان الثدي الخفي تم اكتشافها وعلاجها في مراحله المبكرة من خلال الكشوفات المستمرة للحملة.
جاء ذلك خلال كلمة سموه التي ألقاها صباح اليوم خلال حفل انطلاق مسيرة فرسان القافلة الوردية السنوية في دورتها السابعة تحت شعار “سبع سنوات .. لسبع إمارات” وتستمر حتى 17 مارس الجاري، بحضور قرينته سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، وذلك في نادي الشارقة للفروسية والسباق.
وأشار سموه في كلمته إلى أن القافلة تجمعنا سنوياً ثم تمضي في طريقها النبيل في توعية المجتمع والكشف عن مرض سرطان الثدي على مستوى دولة الامارات العربية المتحدة، وأوضح سموه أن مسيرة القافلة لا تقاس بالمسافات وإنما بالحالات التي تم اكتشافها من هذا المرض الخطير.
وبين صاحب السمو حاكم الشارقة أنه تم الكشف عن عدد 4 حالات فقط منذ العام الفائت إلى هذه اللحظة، وذلك من خلال تشخيص أكثر من 5 آلاف سيدة متمنياً سموه الوصول إلى صفر من الحالات المصابة بهذا المرض في العام القادم ان شاء الله.
وأشاد سموه بجهود السيدات الفاضلات اللاتي يقدمن لهذه القافلة وللمجتمع من وقتهن وجهدهن حرصاً منهن على توعية المجتمع من خلال رسالة نبيلة تهدف إلى اعطاء الآخرين الصحة والسلامة، مثنياً سموه على جهود القائمين على الحملة من أطباء ومختصين ومتطوعين عملوا على الوصول إلى جميع إمارات الدولة.
وعبر صاحب السمو حاكم الشارقة عن سعادته بنجاح تجربة العيادة الطبية الثابتة التي أقيمت في إمارة الشارقة وباشرت الكشف وعلاج الحالات المصابة والتي تمتد اليوم لتشمل جميع إمارات الدولة.
كما دعا سموه جميع أطياف المجتمع للمشاركة ودعم هذه الأعمال الخيرة سواء بالدعم المالي أو التطوعي أو بالدعاء الصادق.
وأشار سموه إلى أن القافلة الوردية وجدت طريقاً مباشراً يوصلها إلى الناس وأن هنالك مؤسسات لعلاج أمراض أخرى تحتاج إلى جهود أكثر لتحقيق أهدافها وأنه سيتم الأخذ بيدها للوصول إلى بيئة صحية وإلى مستوى العلاج اللازم لجميع الأمراض.
وخلال كلمتها في حفل انطلاق القافلة، قالت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي: “إن ما تطرحه الشارقة على صعيد المبادرات الصحية والإنسانية، بات علامة فارقة على مستوى المنطقة والإقليم، فليس أمام دولتنا رأس مال أكبر وأهم من الإنسان”.
مشيرة سموها إلى أن القافلة الوردية تجاوزت دورها في الرعاية الصحية، وتعزيز الوعي بمرض السرطان، لتشكل نموذجاً فريداً في العمل الإنساني الذي تتحد فيه جهود الأفراد والمؤسسات، لتكون شريكة في سلامة المجتمع وصحته.
وأكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة: “إن مسيرة القافلة الوردية تثبت أننا قادرون على مواجهة تحديات الواقع، بالعمل الإنساني، وتكاتف ذوي الأيادي البيضاء، فما تحققه المسيرة عاماً تلو الآخر تجاوز فكرة حملة توعوية بمرض سرطان الثدي، وباتت القافلة تشكل رؤية وطنية ومجتمعية واعية بأهمية الوقاية الصحية، ودور كل فرد بيننا في تحقيق سلامة المجتمع ومستقبل الوطن”.
وأضافت سمو الشيخة جواهر القاسمي: “نستذكر اليوم ونحن نمضي في مسيرة العطاء والخير، جهود فقيدة الوطن، أميرة بن كرم، التي كانت على رأس المؤسسين للمبادرة، وقادت بروحها الإنسانية الكبيرة قافلة الخير، والمحبة، محطات الشجاعة والأمل والوعي، وقد ظلت جهود فقيدتنا تحمل رؤية القافلة، وتدعمها بالعمل المتواصل منذ المسيرة الأولى حتى اليوم، حيث وضعت بصمتها في التحضيرات الأولية للدورة الجارية من القافلة، مكللة سيرتها العطرة بمزيد من العطاء، والمحبة، والعمل”.
وقالت سموها: “نعاهد الفقيدة على إكمال هذه المسيرة من أجل أطفالنا وأسرنا وكل من نحب، وما سبب وجودنا الشخصي اليوم هنا إلا لذكر فضل واجتهاد “أميرة” لكل ما وصلت إليه الشارقة للعمل مع المنظمات العالمية المتخصصة في علاج وتوعية الإنسان بالمرض. وبناءً عليه تم تخليداً لذكراها النبيلة إعلان “صندوق أميرة” لعلاج مرضى السرطان، وإنني من هذا المنبر أدعو الجميع إلى دعم هذا الصندوق، أدعو الشركات الخاصة، والبنوك، ورجال الأعمال، والمؤسسات الخيرية، إلى المساهمة في علاج مرضى السرطان بأنواعه”.
وتقدمت سمو الشيخة جواهر القاسمي بالشكر إلى صاحب السمو حاكم الشارقة على رعايته للقافلة عاماً بعد آخر، فبدعمه لها وتشريفه بالحضور تحفيز لكل من يقف وراء هذه الجهود الكبيرة، كما قدمت الشكر للرعاة وللجنة التنظيمية وطاقمها المتعدد المهارات من الفرسان إلى الفريق الطبي ولجان المتطوعين في الدعم اللوجستي الذين يعملون ليل نهار من أجل نجاح جهود القافلة. مضيفة: “سنظل مجتمعين على الخير والعطاء، فهكذا ربتنا بلادنا، وهذا ما تستحقه منا”.
وأكدت ريم بن كرم رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية خلال كلمتها في الحفل: “أن مسيرة القافلة الوردية تكشف عاماً تلو آخر، عن الخير والعطاء الراسخ فينا، فلا تمضي المسيرة على ظهور الخيول في إمارات الدولة، لترفع مستوى الوعي بمرض سرطان الثدي، أو تجري فحوصات مجانية للكشف المبكر، وحسب، وإنما تبعث رسالة أمل، وعطاء من قلوب الإماراتيين إلى مختلف بلدان العالم”.
وقالت: “ليس غريباً أن تحمل المسيرة خصال أصحاب القلوب الكبيرة، وذوي الأيادي البيضاء، فهذا ما غرسه فينا صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، برعايته، ورؤاه التي تجعلنا دائماً نقف متماسكين، ومتكاتفين كعائلة واحدة، فهو الأب الذي علمّنا أن رسالتنا في الحياة هي العطاء والخير، وكلٌ منا يملك ما يمنحه، وما يشاركه مع كل محتاج ومريض”.
وأضافت بن كرم: “ليس غريباً أن تتجاوز القافلة الوردية دورها الرئيسي وتصبح مشروعاً كبيراً للخير والعطاء في الإمارات، فسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الرئيس المؤسس لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، رسمت بتوجيهاتها مسار القافلة، وحددت أهدافها، لنحمل في عامنا السابع، رسالة اتحادنا على الخير، ونرفع شعار “سبع سنوات.. لسبع إمارات”.
وأشارت رئيس اللجنة العليا المنظمة لمسيرة فرسان القافلة الوردية إلى أن هذه المبادرة السنوية تتكامل مع الرؤية التي وضعتها دولة الإمارات وقيادتها الرشيدة، لترسيخ مفاهيم الخير في بلادنا والمنطقة، حيث تأتي القافلة ضمن جهود كبيرة تنشط في مختلف إمارات الدولة، وتمد يد العون، والعطاء لكل من هو محتاج، ومريض، خصوصاً في “عام الخير” الذي بات هوية الإماراتيين في مختلف بلدان العالم.
وألقى الدكتور حسين عبد الرحمن الرند وكيل الوزارة المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، كلمة باسم الوزارة، قال فيها: “إن وزارة الصحة ووقاية المجتمع من جانبها على أتم الاستعداد للتعاون من أجل تحقيق رؤية الإمارات 2021، وتحرص كل الحرص على الشراكة القائمة بينها وبين القائمين على هذه القافلة وترحب بزيادة هذا التعاون بتوقيع اتفاقية من أجل تبادل المعلومات وإنشاء سجل للكشف المبكر عن سرطان الثدي وفتح مكتب للسجل في مركز تعزيز الصحة بإمارة الشارقة”.
وأشار وكيل الوزارة إلى أن: “إحصائيات السجل الوطني للسرطان تؤكد أن أكثر السرطانات شيوعاً عند النساء في دولة الإمارات هو سرطان الثدي حيث يتسبب في 24٪ من الوفيات الناتجة عن السرطان لدى النساء، ويتسبب في 11 ٪ من الوفيات الناتجة عن السرطان بين الرجال والنساء”.
وتخلل الحفل عرض فيلم وثائقي قصير عن أبرز إنجازات مسيرة القافلة الوردية، منذ انطلاقتها قبل ستة أعوام، من أجل تعزيز التوعية بضرورة الكشف المبكر عن سرطان الثدي والتوعية بمخاطر هذا المرض في مختلف مناطق دولة الإمارات، حيث أسهمت نشاطاتها في تصحيح المفاهيم المغلوطة عن مرض سرطان الثدي، ودعم المصابين به وأفراد أسرهم، ولعبت دوراً كبيراً في الحد من انتشار المرض ومنع وصوله إلى مراحل متقدمة عبر الفحوصات المجانية التي تسهم في حماية أرواح الكثير من المواطنين والمقيمين.
وقطعت مسيرة القافلة الوردية خلال الأعوام الستة الماضية 1440 كيلو متراً، وقدمت فحوصات مجانية لأكثر من 41 ألف شخص، بقيمة مالية تصل إلى 24 مليون درهم، ووفرت أكثر من450 عيادة متنقلة طبية، وللمرة الأولى ستقدم هذا العام سبع عيادات ثابتة في الإمارات السبع طيلة أيام المسيرة، كما نجحت في استقطاب أكثر من 600 متطوع، وأكثر من 400 فارس، قدموا خلال مشاركتهم ساعات تطوعية تصل إلى أكثر من 200 ألف ساعة، أي ما يعادل 23 عاماً.
وقام الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مؤسسة الشارقة للإعلام، والسيد جاسم البلوشي رئيس التميز المؤسسي في مصرف الشارقة الإسلامي، الرعاة البلاتينيين للقافلة الوردية، بتسليم أوسمة الخيول لفرسان القافلة الوردية، في بادرة تعكس التعاون الوثيق والشراكة الحقيقية بين مختلف الجهات المشاركة في المسيرة، من أجل تمكينها من تحقيق أهدافها، ونشر رسالة الخير والأمل في نفوس أفراد المجتمع من الجنسيات كافة.
وتابع الحضور عرضاً لفرسان القافلة الوردية، وهم يقفزون فيه عن الحواجز، تعبيراً عن إصرارهم على تحدي مرض سرطان الثدي، وحرصهم على نشر رسالة التوعية بالمرض.
وفي ختام الحفل أعطى صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إشارة الانطلاق لمسيرة فرسان القافلة التي انطلقت من نادي الشارقة للفروسية والسباق، وتوقفت المسيرة في يومها الأول في مستشفى مسافي، قاطعة مسافة 16.76 كيلو متر، فيما ستبدأ مسيرة يوم غد (الأربعاء) من كلية التقنية العليا للبنين في الفجيرة، وتنتهي في فندق أوشيانك – خورفكان، لتقطع بذلك 25.6 كيلو متر.
وكان صاحب السمو حاكم الشارقة قد دشن قبيل انطلاق الحفل، أولى العيادات الطبية الثابتة التي أعلنت عنها القافلة الوردية هذا العام للمرة الأولى والتي ستتواجد بشكل ثابت في إمارات الدولة السبع على مدار أيام المسيرة لتقديم الفحوصات المجانية للكشف عن مرض سرطان الثدي، وستتواجد العيادة الثابتة في إمارة الشارقة بواجهة المجاز المائية، وفي إمارة دبي بسيتي ووك، وفي إمارة أبوظبي على الكورنيش، وفي إمارة عجمان على الكورنيش، وفي إمارة رأس الخيمة بالحمرا مول، وفي إمارة أم القيوين بمركز الخزان الصحي، أما في إمارة الفجيرة فستتواجد العيادة الثابتة في مركز فصيل الصحي.
وستعمل “العيادات الطبية المتنقلة” يومياً طوال أيام المسيرة بتقديم خدمات الكشف ابتداءً من الساعة 9:30 صباحاً وحتى 7:00 مساءً، وستتواجد العيادات اليوم الأربعاء في كل من مستشفى خورفكان ومستشفى دبا الفجيرة (للرجال والنساء)، فيما تتواجد “عيادة الماموجرام المتنقلة” في مستشفى فجيرة، كما سيتم تنظيم عدد من الفعاليات التوعوية في مختلف إمارات الدولة بشكل يومي.
شهد حفل انطلاق القافلة إلى جانب سموه كل من الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بن سلطان القاسمي رئيس هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير(شروق)، والشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيس مؤسسة الشارقة للفنون، والشيخ عبدالله بن ماجد القاسمي رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة للفروسية، والأميرة دينا مرعد رئيس الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، ومعالي عبدالرحمن محمد العويس وزير الصحة ووقاية المجتمع، وسعادة عبدالله سلطان العويس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة الشارقة، وسعادة محمد عبيد الزعابي رئيس دائرة التشريفات والضيافة، وسعادة محمد عبدالله الرئيس التنفيذي لمصرف الشارقة الإسلامي، وعدد من المسؤولين والقائمين والمتطوعين في مسيرة القافلة الوردية.