ستوكهولم: أطلقت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، الراعية والرئيسة المؤسسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان للإعلان العالمي للسرطان، سفيرة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان لسرطانات الأطفال، والملكة سيليفيا، ملكة السويد، يوم الاثنين الماضي في العاصمة السويدية ستوكهولم، حملة «الطفل لأجل الطفل»، لدعم الأطفال المصابين بالسرطان حول العالم، تزامناً مع اليوم العالمي للسرطان الذي يصادف الخامس عشر من شهر فبراير/شباط من كل عام. وأقيمت فعالية إطلاق هذه المبادرة الجديدة في مقرّ المؤسسة السويدية لسرطان الأطفال، بحضور سموّ الشيخة جواهر القاسمي، والملكة سيليفيا، وكارمن أوستي، رئيسة المنظمة الدولية لسرطان الأطفال، وبيير ليندر، الأمين العام للمؤسسة السويدية لسرطان الأطفال، وأميرة بن كرم رئيسة مجلس الإدارة والعضوة المؤسسة لجمعية أصدقاء مرضى السرطان، وعدد من الناشطين في مجال دعم الأطفال المصابين بالسرطان بالسويد، ومجموعة من ممثلي وسائل الإعلام.
وفي بداية فعالية إطلاق الحملة العالمية، رحب بيير ليندر بالملكة سيليفيا وسموّ الشيخة جواهر، وأشاد بدعمهما المتواصل للأطفال المصابين بالسرطان حول العالم، وحشد الدعم المؤسسي والمجتمعي لذلك. وأكد أن العالم بحاجة إلى هذه الإسهامات الإنسانية التي تحدث تغييراً حقيقياً، وتسهم في حماية الأطفال وتمكنّهم من الاستمتاع بحياتهم الطبيعية مع أقرانهم.
وخاطبت سموّ الشيخة جواهر القاسمي الحضور قائلة: «يصادف هذا اليوم الذي نجتمع فيه من مختلف دول العالم، اليوم العالمي لسرطان الأطفال، الذي يهدف إلى توحيد جهودنا وتوجيهها باتجاه تحقيق استجابة أفضل، خصوصاً أن تخفيف العبء العالمي لسرطان الأطفال يستلزم منا جميعاً التصدي لأسباب هذا المرض والحدّ من انتشاره».
وأضافت سموّها: «هذا يستدعي منا العمل معاً لرفع مستوى الوعي والاهتمام العالمي بمرض السرطان وصحة الأطفال، إلى جانب التعليم والتدريب لتعزيز المراقبة والكشف المبكر عن السرطان والتركيز على الوقاية. ومما لا شك فيه أن تكافؤ فرص حصول الأطفال المصابين بالسرطان على العلاج هو حق إنساني أصيل، ويجب أن يكون على جدول أعمال المنظمات الصحية والإنسانية على المستوى الدولي». وأكدت سموّها أن الصندوق الدولي لسرطان الأطفال الذي أطلقته سموّها في مايو/أيار 2015، بالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، يمثل مبادرة إنسانية هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، وتهدف إلى تقديم الدعم للأطفال المصابين بالسرطان، وتسريع عملية إنقاذ أرواح الأطفال المصابين به، الذي يتجاوز عدد الوفيات بسببه 90 ألف حالة سنوياً بين الأطفال.
وأشارت سموّها إلى أن حملة «الطفل من أجل الطفل» تشكل منصة مهمة للأطفال المصابين بالسرطان للتعبير عن أنفسهم، كما تمنحهم الفرصة لإسماع صوتهم وإبداء آرائهم، فهم بحق أبطال خارقون يحملون في جعبتهم الكثير من القصص الملهمة التي يحتاج العالم إلى سماعها والاستفادة منها، وطالبت بمساعدة هؤلاء الأطفال، ومنحهم الفرصة لسرد قصصهم.
وأضافت سموّها: «في الوقت الذي تتساقط فيه الثلوج خارج هذا المبنى الذي نجتمع فيه، ونحن نشعر بالدفء، هناك آلاف الأطفال المصابون بالسرطان الذين يفتقدون إلى دفء العائلة، نتيجة وجودهم في مراكز الرعاية الصحية. لكل هؤلاء الأطفال أقول: أنتم أبناؤنا جميعاً. أينما كنتم، نحن نشعر بكم، نحن أسرتكم، ولن نترككم تتألمون، ستعودون من جديد إلى المدرسة، وإلى زملائكم وأصدقائكم، وستعود الابتسامات لتملأ وجوهكم مرة أخرى».
بعد ذلك، قامت سموّ الشيخة جواهر القاسمي بإطلاق الفيديو التسجيلي لأغنية «كلنا واحد» WE ARE ONE التي سجّلها عدد كبير جداً من الأطفال (بعضهم مصابون بالسرطان)، بهدف تقديم الدعم المعنوي لكل الأطفال المصابين بالسرطان، حيث قامت المنظمة الدولية لسرطان الأطفال في بداية العام الجاري، بتوجيه الدعوة إلى أطفال العالم للمشاركة في أغنية «كلنا واحد»، ولاقت الدعوة إقبالاً كبيراً من الأطفال من مختلف دول العالم، حيث تواصل معها أكثر من 900 ألف طفل من خلال مختلف وسائل التواصل، وتمكن الكثير منهم من تسجيل الأغنية بصوته، وهي من تأليف وتلحين الموسيقار العالمي كريستوفر بيك وابنته صوفي. وأشادت الملكة سيليفيا، خلال الفعالية، بالجهود التي تقوم بها سموّ الشيخة جواهر القاسمي، لدعم الأطفال المصابين بالسرطان، وأكدت أن الأطفال بحاجة إلى مثل تلك الجهود لمنحهم الأمل في العلاج والشفاء ومواصلة الحياة، وقالت «اليوم يشهد العالم اكتشاف نحو 700 طفل مصاب بالسرطان، وغداً سيشهد أيضاً اكتشاف 700 حالة أخرى، ومما تعلمته من خلال عملي مع الأطفال، أنهم دائماً لديهم ما يقولونه، ويجب علينا أن نستمع لهم، ولهذا تبرز الأهمية الكبيرة لحملة «الطفل من أجل الطفل»، ومن خلال الأغنية الجديدة «كلنا واحد» التي شارك فيها أكثر من 900 ألف طفل، ليمنحوا من خلالها القوة والأمل، جميعهم أطلقوا أصواتهم بالحب والأمل ومنحونا الفرصة لفهم الحقيقة وتذكيرنا بأننا نستطيع أن نصنع الفرق تجاه الأطفال المصابين بالسرطان». وسبق إطلاق أغنية «كلنا واحد»، قيام مجموعة من أطفال مدرسة أدولف فريدريك الموسيقية في ستوكهولم بأداء الأغنية كاملة، ولأول مرة مباشرة أمام الحضور الذين صفقوا مطولاً لأعضاء الفرقة، وتساقطت دموعهم تأثراً بكلماتها القوية، وبالأداء المبهر للأطفال الذين نجحوا في جذب الانتباه إلى معاناة أقرانهم والتعبير عن جانب من معاناتهم.
وقبيل بدء الحفل، تجولت سموّ الشيخة جواهر القاسمي والملكة سيليفيا، في أروقة المؤسسة السويدية لسرطان الأطفال، التي أنشئت في عام 1982، بمبادرة من ست جمعيات محلية تعمل في مكافحة السرطان بالسويد. واستمعت إلى شرح عن عمل المؤسسة من بيير ليندر الذي أكد أن جوهر نشاط المؤسسة يتركز في تحسين وضع الأطفال المرضى وأسرهم، من خلال دعم البحوث للأطفال المصابين بالسرطان، وتوفير مزيد من التدريب للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وجمع المعلومات عن الأطفال المصابين بالسرطان. وتموّل المؤسسة السويدية لسرطان الأطفال حالياً أكثر من 90 في المئة من أبحاث سرطان الأطفال في السويد. وبفضل جهود المؤسسة وشركائها، فإن ثلاثة من أصل أربعة أطفال مصابين بالسرطان في السويد تمكنوا من الشفاء وعادوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية من جديد.
كما قامت سموّ الشيخة جواهر القاسمي والملكة سيليفيا بزيارة لمركز مناصرة الأطفال في ستوكهولم، واطلعتا على الخدمات وأنواع العلاج والدعم النفسي التي يقدمها المركز للأطفال المعنفين، والتقتا عدداً من المسؤولين هناك، كما تجولت سموّها والملكة سيليفيا في المركز، واستمعتا من أنديش فورسبيرغ، مدير المركز، إلى شرح مفصل عن آلية استقبال الحالات في المركز، وما يتبعها في حالات التحقيق والمعالجة والتعامل مع الأطفال والأهل.
أول سفيرة لسرطان الأطفال
كان مجلس إدارة الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، الذي يتخذ من جنيف مقراً له، اختار في شهر يونيو/ حزيران 2013، سموّ الشيخة جواهر، سفيرة دولية للإعلان العالمي للسرطان، وأول سفيرة دولية لسرطان الأطفال في العالم، ضمن برنامج الإعلان العالمي للسرطان. وجاء اختيار سموّها لهذا المنصب تتويجاً لجهودها الكبرى على المستويين المحلي والدولي في دعم السياسات الرامية إلى تعزيز الجهود لمكافحة مرض السرطان بأشكاله كافة، وإطلاق المبادرات لرفع الوعي العام بين أفراد المجتمع بخطورة المرض وضرورة الكشف المبكر عنه، والعمل على تأمين أفضل السبل لعلاج المرضى والعناية بهم وبعائلاتهم.
تبرع لمستشفى 57357
تبرعت سموّ الشيخة جواهر في يوليو/تموز 2014، بـ 10 ملايين جنيه مصري (خمسة ملايين درهم إماراتي) إلى مستشفى سرطان الأطفال 57357 في مصر، إسهاماً من سموّها في تقديم العلاج والرعاية للأطفال المصابين بالسرطان في مصر والدول المجاورة. وقامت إدارة المستشفى في مايو/أيار 2015، وخلال زيارة سموّها إلى المستشفى، بافتتاح القسم الخاص الذي يحمل اسم سموّها تقديراً من إدارة المستشفى لسخاء سموّها في تقديم الدعم المادي لعلاج الأطفال المصابين هناك.
صندوق دولي للدعم
أطلقت سموّها في مايو 2015، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، الصندوق الدولي لسرطان الأطفال الذي يهدف إلى تقديم الدعم للأطفال المصابين بالسرطان، وتسريع عملية إنقاذ أرواح الأطفال المصابين به، وتبرعت سموّها بمليون دولار أمريكي من خلال مؤسسة القلب الكبير، ليشكل هذا المبلغ أول إيرادات الصندوق، الذي سيكون له شأن كبير في حماية الأطفال من هذا المرض الذي يزداد انتشاره في العالم.
مأدبة غداء
أقامت الملكة سيليفيا مأدبة غداء على شرف سموّ الشيخة جواهر القاسمي في القصر الملكي بالعاصمة ستوكهولم، حضرها، آنا هاميلتون، السيدة الأولى في البلاط الملكي السويدي، ونورة النومان، وأميرة بن كرم، وإرم مظهر علوي، مستشارة أولى في المكتب التنفيذي لسموّ الشيخة جواهر