الشارقة: تحت رعاية وحضور قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، نظمت إدارة التثقيف الصحي بالمجلس، حفلها السنوي لتكريم المتطوعين الداعمين للصحة، والذي أقيم هذا العام تحت شعار “الخير جمعنا”، تزامناً مع عام زايد، وتأكيداً على قيم الخير والتطوع التي أكد عليها الوالد المؤسس طيب الله ثراه.
وفي كلمتها بهذه المناسبة، أشارت سمو الشيخة جواهر القاسمي على ضرورة نشر قيم الخير والعطاء والسلام في المجتمع الإماراتي، وإدراك أهمية التطوع في رسم صورة خيّرة للإنسان الذي يسهم باستمرار في الارتقاء بالعمل التطوعي والخيري في هذا المجمتع.
وقالت سمو الشيخة: “لقد حظي التثقيف الصحي وما يتبعه من برامج ومبادرات بنشاط تطوعي بارز، انضمت إلى صفوفه مجموعة من السيدات اللاتي حققن حضوراً مؤثراً وسخرن جهودهن وبعضاً من وقتهن لصالح الجمعيات التي عقدت صداقاتٍ إنسانية رائعة مع المرضى، كمرضى السكري ومرضى السرطان والكلى والمفاصل.. إضافة إلى الصداقة مع الرضاعة الطبيعية، وما يحسب لهذه الجمعيات هو نجاحها في استقطاب المتطوعات في مجال تخصصهن كالطبيبات والممرضات، أو في غير هذا المجال ممن يرغبن في المشاركة المجتمعية في رفع المعاناة عمن يرزحون تحت مرضٍ ما.. يحتاج صاحبها إلى لمسات إنسانية تخفف عنه.. وأما ما يحسب للمتطوعات، فهو أنهن استوعبن مفهوم العمل التطوعي وتطبيقاته في مجال التخصص الذي تطوعن فيه، حيث ثقفن أنفسهن بالاطلاع وحضور ميادين العمل والتدريب مما جعلهن أكثر قٌرباً إلى طبيعة دورهن في الجمعية التي التحقن بها.. فلم يكتفين بالتطوع بالجهد والوقت والعمل، بل تثقفن وتسلحن بالمعرفة حتى يكن متطوعات “مختصات”، ليصبحن مرجعاً يستدل به من يرغب في مساعدة أو رفع المعاناة عنه.”
وأضافت قائلة: “إن ما يجمعنا على التطوع هو الخير، وفي حفلكم اليوم الذي يحمل عنوان “الخير يجمعنا” أدعو كل متطوعة .. وكل من ترغب في التطوع أن تدرك أن الوجه الآخر لعملة التطوع هو الخير .. أنت متطوع، إذاً أنت إنسانٌ خَيِّرٌ. إنني أدعو المجتمع إلى إدراك أهمية التطوع والمتطوعين في حياتنا، وفي إنجاح مشاريع حماية الإنسان والمحافظة على المكتسبات، وفي المشاركة التي لا غنى عنها لتحقيق ما نريده من خير وسلامة وتطور لمجتمعنا، فلنعمل على هذا الأساس.. على العطاء والحب ونشر المشاعر الإيجابية في النفوس.. فنكون كحمائم سلام ينتظرنا هؤلاء الذين يتجدد الأمل في نفوسهم كلما نظروا إلينا، ورأوا أيدينا الحانية تمسك بهم، وتقطع معهم دروب الحياة إلى ما هو أفضل وأكثر استقراراً للنفس والصحة والحياة.”
ووجهت سمو الشيخة جواهر القاسمي شكرها وتقديرها للمتطوعات، قائلة: “نشكر كل متطوعة في الجمعيات الداعمة للصحة، على دورها المهم في مساندة المرضى، والمشاركة في التوعية الصحية والتعاون في وضع المبادرات وتنفيذها، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبل منكن كل خطوة قمتن بها بنية خدمة صحة المجتمع وأفراده دون انتظارٍ لمقابل، سوى أن ترى كل منكن ونرى معها الأثر الطيب لعطائها وما بذلته من خيرٍ . وأشكر إدارة التثقيف الصحي على دورها في استقطاب المتطوعات، وتوفير الفرص اللازمة لكل من ترى في التطوع هويتها الأساسية للعطاء والعمل الإنساني.”
وكرّمت سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ترافقها إيمان راشد سيف، مدير إدارة التثقيف الصحي، المتطوعين والداعمين لإدارة التثقيف الصحي، تقديراً لجهودهن، بما في ذلك الشخصيات التي أسهمت في تأسيس الإدارة، ورئيسات الجمعيات الداعمة للصحة، والمتطوعات، وقامت سموها بتسليمهم الشهادات والهدايا التقديرية.
وثمنت إيمان راشد سيف في كلمتها دعم سمو الشيخة جواهر القاسمي لإدارة التثقيف الصحي والجمعيات الداعمة للصحة، وأكدت أن سموها تعد قدوة في العطاء، ورمزاً للتطوع، والموجه الأول في تحقيق كل ما يرتقي بالإنسان، ويوفر له سبل الصحة والسلامة، النفسية والجسدية، وقالت: “في هذه الأيام المباركة التي نستعد فيها لاستقبال شهر رمضان المبارك، نستذكر مآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، صانع اتحادنا المجيد، الذي تعلّمنا منه وواصلنا طريق الخير، كما علمنا قادة الإمارات الأوفياء”.
وأشارت سيف إلى أن إدارة التثقيف الصحي بادرت إلى دعم الجمعيات الداعمة للصحة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، باعتبارها جزءاً رئيسياً في فعالياتها المجتمعية، وعملت إلى جانب تقديم الدعم المالي والإداري والعلمي لبعض برامج هذه الجمعيات، على دعمها أيضاً إعلامياً والترويج لها، وعقد شراكات مع العديد من المؤسسات والشركات لتقديم خدمات داعمة للجمعيات، إلى جانب المساهمة في وضع الخطط التنفيذية للفعاليات الكبرى التي تنظمها.
وأضافت: “على مدى الفترة الماضية، نجحت هذه الجمعيات في تحقيق الكثير من الإنجازات، بفضل إسهامات المتطوعين، وبهدف تعزيز نمط الحياة الصحية في إمارة الشارقة، حيث تمكنت من المشاركة في العديد من المؤتمرات العالمية، والفوز بجوائز تقديرية، كما قدمت الدعم المالي والمعنوي والتثقيفي للمرضى، إضافة إلى دعم الأقسام والمراكز الصحية في المستشفيات الكبرى الحكومية بالدولة، وتزويدها بالأجهزة الطبية التي قدمها المتبرعون.
وختمت إيمان راشد سيف كلمتها بتوجيه شكرها وتقديرها إلى سمو الشيخة جواهر القاسمي، على حضورها ورعايتها الكريمة لهذا الحفل ولسائر مبادرات التثقيف الصحي، وإلى جميع المتطوعين على جهودهن، وإلى رعاة الحفل: نادي سيدات الشارقة ومجلس النفط.
وتضمن الحفل جلسة حوارية حول التطوع شاركت فيها كل من وحيدة عبد العزيز، رئيس جمعية أصدقاء مرضى التهاب المفاصل، وسوسن جعفر، رئيس جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ومريم خلفان بن دخين، رئيس جمعية أصدقاء مرضى الكلى، وخولة الحاج، رئيس جمعية أصدقاء السكري، وخولة عبد العزيز النومان، رئيس جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية.
واستعرضت المشاركات في الجلسة وجهة نظرهن حول العمل التطوعي وكيف أثر على حياتهن، ولماذا كان مهماً أن يحتل جزءاً من شخصيتهن. وأكدت رئيسات الجمعيات أن سمو الشيخة جواهر القاسمي، كانت الشخصية الملهمة الأولى لكل واحدة منهن في العمل التطوعي، حيث تمكنّ من خلال ذلك من تخصيص جزء مهم من حياتهن للعمل المجتمعي والإنساني الذي يركز على التوعية الصحية.
وتخلّل الحفل عرض فيلم تسجيلي قصير حول قيم الخير التي تسعى إدارة التثقيف الصحي والجمعيات الداعمة للصحة في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة على تحقيقها، من خلال المبادرات والحملات التي تقوم بتنفيذها وتسعى من خلالها إلى تعزيز الوعي بالحياة الصحية في المجتمع، وحماية أفراده من الأمراض والممارسات التي تهدد صحتهم وسلامتهم.