الشارقة: وقَعت مؤسسة القلب الكبير، المعنية بمساعدة الأطفال اللاجئين والمحتاجين حول العالم، والتي أسستها قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، اتفاقية تعاون مشترك مع مؤسسة الحسين للسرطان في الأردن، بهدف توفير الرعاية الطبية الضرورية والعلاج اللازم لثمانية مرضى.
وبموجب الاتفاقية المبرمة بين الطرفين، تتحمل مؤسسة القلب الكبير نفقات ثمانية مرضى سرطان يتم علاجهم في مركز الحسين للسرطان التابع لمؤسسة الحسين للسرطان، والتي توفر أفضل سبل العلاج الشمولي وأرقى خدمات الرعاية الصحية لمرضى السرطان في الأردن والشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد قالت مريم الحمادي، مدير حملة “سلام يا صغار” التابعة لمؤسسة القلب الكبير: “نسعى في مؤسسة القلب الكبير إلى تخفيف معاناة الناس والحد من آلامهم، ومن بينهم مرضى السرطان، الذين نعمل على مساعدتهم وتعزيز الأمل في فرص الشفاء لديهم، وتماشياً مع توجيهات قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، التي تطالب بضرورة تأمين علاج كافة المصابين بالسرطان حول العالم وتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة لهم، وتحديداً ذوي الدخل المتوسط والمنخفض غير القادرين على تحمل نفقات علاج مرض السرطان الباهضة”.
وأضافت الحمادي: “نحن سعداء بهذه الاتفاقية الرامية إلى توفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة لثمانية من المرضى الذين سيتلقون العلاج في مؤسسة الحسين للسرطان التي تعد أهم وأكبر مزود للرعاية الطبية والعلاج لمرضى السرطان في المنطقة، ونحن على ثقة تامة بأنهم سيتلقون أفضل رعاية صحية وخطة علاج شاملة، ونتمنى لهم الشفاء العاجل، كي يعودوا إلى ممارسة حياتهم الطبيعية من جديد”.
وتعكس هذه المبادرات الإنسانية إيمان سمو الشيخة جواهر القاسمي، بأن الحصول على الرعاية الطبية والعلاج حق أساسي لجميع الناس، بما في ذلك أولئك الذين يعيشون في البلدان التي تشهد ظروفاً استثنائية وإنسانية صعبة، حيث أن الحصول على الرعاية الصحية حق كفلته كافة القوانين الدولية وحقوق الإنسان، كما أنه قضية عدالة اجتماعية وواجب ديني وأخلاقي.
وكانت سمو الشيخة جواهر القاسمي قد أطلقت في مايو الماضي، وبالتعاون مع الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، “الصندوق الدولي لسرطان الأطفال”، الذي يهدف إلى تقديم الدعم للأطفال المصابين حول العالم، وتبرعت سموها بمبلغ مليون دولار أميركي من خلال حملة “سلام يا صغار” التابعة لمؤسسة القلب الكبير لدعم الصندوق الذي يهدف إلى المساهمة في إنقاذ حياة 30 ألف طفل مصاب بالسرطان سنوياً في الدول منخفضة ومتوسط الدخل.
ويعد مركز الحسين للسرطان الذي تأسس عام 1997، أحد المراكز الطبية الرائدة إقليمياً في علاج مرضى السرطان الكبار والأطفال على حد سواء. ويعالج المركز ما يقارب 3500 مريض جديد كل عام من الأردن والمنطقة، حيث إنه مجهز بمعدات طبية رفيعة المستوى، ويقدم خدماته المتميّزة من خلال 8 غرف عمليات و170 سريراً. ويشتمل على 18 وحدة للعناية المكثفة، بما في ذلك 6 وحدات للعناية المكثفة المتخصصة في رعاية الأطفال.
ويضم المركز أكثر من 200 من مختصي الأورام والاستشاريين أصحاب الكفاءات العالية، وفريقاً مكوّناً من أكثر من 617 ممرضاً وممرضة تم تدريبهم على التعامل مع المصابين بالسرطان بصورة محدّدة لتقديم أفضل سبل الرعاية لمرضى السرطان. ويقدم مركز الحسين للسرطان العلاج الشمولي للمرضى عن طريق علاجهم جسدياً ومعنوياً، وذلك بالتركيز على احتياجاتهم الجسدية والعاطفية والاجتماعية.
ويشار إلى أن مؤسسة القلب الكبير تم تحويلها مؤخراً من حملة إقليمية إلى مؤسسة إنسانية عالمية لضمان مواصلة نمو واستمرارية واستدامة مبادراتها. وتأسست حملة القلب الكبير في عام 2013 بهدف تخفيف معاناة اللاجئين السوريين جراء الأزمة الكبيرة التي عصفت ببلادهم. وتمكنت الحملة خلال العامين 2013 و2014 من تقديم خدمات الرعاية الصحية إلى 106 آلاف لاجىء سوري في العراق، و150 ألف لاجىء سوري في الأردن، و10 آلاف لاجىء في لبنان، كما قدمت مساعدات إغاثية وعاجلة بقيمة 36 مليون درهم إلى نحو 338700 لاجىء من الأطفال وكبار السن من خلال المشاريع الإغاثية التي تم تنفيذها في دول الجوار السوري.