الشيخة جواهر : نساء العالم بحاجة إلى قادة كقادتنا في الإمارات

GIE_1027

الشارقة: أكدت حرم صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيسة مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، أن الخطاب الإيجابي تجاه المرأة من القيادة، هو ما عزز مكانتها ودورها في المجتمع، والفضل في ذلك يعود إلى المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الذي لم يميز منذ تأسيسه للدولة، بين المرأة والرجل، بسبب ثقته بالمرأة الإماراتية وقدرتها على العطاء والتنمية، وأحقية شراكتها للرجل، لذا كانت المرأة على الدوام مشاركة للرجل. ويعود الفضل أيضاً إلى سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، التي شجعت المرأة على الدخول إلى كل المجالات، وفتحت أمامها كل الأبواب لتتولى مناصب قيادية كثيرة.
كما عرجت سموّها في كلمتها على سيدة إماراتية كان لها دور كبير في دعم المرأة، ما قبل الاتحاد، وما بعده، وهي الشيخة نورة بنت سلطان القاسمي (عمة سموّها رحمها الله)، التي أسهمت في محو الأمية للنساء، وبالتوعية أيضاً، وأسست أول جمعية للاتحاد النسائي في الإمارة عام 1986
على مستوى الشارقة ثمنت سموّها، دور صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الذي أولى المرأة الاهتمام والدعم الكبيرين، بأن أتاح لها أن تكون أولى النساء الإماراتيات اللواتي يدخلن عالم البرلمان والمجالس الاستشارية والتنفيذية، حيث كانت أول تجربة برلمانية خاضتها المرأة بواقع 5 مقاعد خصصت لها في عام 2001، وبعدها توالت المشاركات، لتصل المرأة الشارقية إلى رئيسة المجلس الاستشاري.

جاء كلام سموّ الشيخة جواهر، خلال مشاركتها، مساء أمس، في فعاليات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي الذي انطلقت فعالياته، صباح أمس، في إكسبو الشارقة، تحت شعار «نحو مجتمعات ترتقي»، ويقام تحت رعاية صاحب السموّ حاكم الشارقة، وتختتم أعماله مساء اليوم، حيث شاركت سموّ الشيخة جواهر في جلسات المنتدى بورقة عمل بعنوان «دور المرأة المجتمعي» تناولت سموّها من خلالها دور المرأة الإماراتية ومشاركتها في التنمية في الدولة، وتطرقت إلى واقعها في الدولة بشكل عام وواقع المرأة الشارقية بشكل خاص.
وفي بداية كلمتها رحبت سموّ الشيخة جواهر، بالمشاركين، وقالت «نأمل من خلال المنتدى الدولي للاتصال الحكومي أن نسهم في الارتقاء بسبل وآليات الاتصال والتواصل على الصعيد الحكومي والمجتمعي، وتوظيف ذلك في خدمة دعم المرأة وتعزيز دورها الريادي والقيادي في المجتمع».
وقالت سموّها «قبل أيام قليلة احتفل العالم بيوم المرأة العالمي، من باب التقدير والعرفان الدولي لأدوار المرأة التاريخية على مختلف الصُّعد، وتأكيد مواصلة الدعم والارتقاء بالمرأة. يعرف الجميع كيف بدأت مسيرة حقوق المرأة في العالم. لذا اسمحوا لي أن أتكلم عن دولة الإمارات، حيث وَعِينا منذ نشأتها على واقع الشراكة بين المرأة والرجل لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للأسرة والمجتمع، ولا يزال صدى كلمات مؤسّس الدولة الشيخ زايد بن سلطان، رحمه الله، يتردد في وجداننا، وملهماً لنا بأداء أفضل، فكان القدوة لجميع رجال بلادي كي يقفوا إلى جانب النساء من أمهات وأخوات وزوجات وبنات، ويدعموا كل جهدٍ له أثره المثمر. إن هذا الخطاب الإيجابي من القيادة إلى الشعب هو ما يحفظ للمرأة مكانتها ويعزز أهمية دورها في النهوض بالمجتمع».
وأضافت «كانت الشارقة هي منطلق تعليم المرأة وعملها.. فمنذ أكثر من ستين عاماً بدأ تعليم المرأة في الإمارات، منطلقاً من إمارة الشارقة، ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم نجد أن الشارقة آخذةٌ في الارتقاء نحو أكثر الفضاءات اتساعاً لخدمة الإنسان، لأن المكسب الأساس لأي مجتمع هو الإنسان، ولهذا حققنا به – وله – منجزاتٍ على كل الصّعد التنموية. وقد شاركنا نحن النساء إلى جانب أشقائنا الرجال في بناء هذا الواقع، أولاً عبر الانتفاع بما أتاحته لنا الدولة من حقوق في التعليم والعمل وتساوي الفرص والرواتب، وثانياً في واقع المشاركة التنموية التي كشفت عن ضرورة حضورنا فيها. وكان نتاج ذلك أن ظهرت صور مشرفة للمرأة، التي أثرت في مسيرة بناء الإنسان والمجتمع مشاركةً في دفع هذه المسيرة إلى أبعاد تطويرية أدهشت العالم. فعينت من الشارقة أول وزيرتين في حكومة الإمارات، ووصلت المرأة إلى مقاعد المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة بواقع خمسة مقاعد عام 2001، كأول تجربة لمشاركة المرأة في البرلمان.. ثم زادت مقاعدنا في الدورات التشريعية التالية.. حتى أصبحت أختنا اليوم تتقلد منصب رئيسة المجلس الاتحادي الوطني، ورئيسة المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة».
وعن التنوع الوظيفي والمهني الذي تشغله المرأة في الدولة قالت سموّ الشيخة جواهر «كانت ولا تزال المرأة على رأس دوائر ومؤسسات حكومية، ليست تلك التي تعمل في القطاع التعليمي والاجتماعي وحسب.. لكن التي تعمل في قطاع الثقافة والعلوم وفي قطاع الإعمار أيضاً، كان ذلك نابعاً من ثقة قائد المشروع البنائي الإنساني في الشارقة، صاحب السموّ حاكم الشارقة، الذي كان ولا يزال مؤمناً بقدرات المرأة على العطاء غير المحدود والمتميز في منهاجه وإبداعه؛ إنه هو الرجل الذي ساند مسيرتي، وساند بنات بلادي ومنحنا من الفرص للعمل المبدع والمشارك في بناء المجتمع بلمساتٍ متفردة ومتميزة، من باب تمكيننا تحمل مسؤولياتنا وأداء مهامنا على الوجه الأمثل».
وأضافت «الشارقة حين حصلت على مسمى صديقة للطفل لم يكن من فراغ، إذ انتشر في الشارقة ومدنها وضواحيها 14 مركزاً لثقافة الطفل، ليمارس فيها تطبيقات ثقافية فكرية وسلوكية تسهم في تنمية شخصية إنسان المستقبل، ومن أجل الطفل وتوزعت حضانات للأطفال الرضع في مقار العمل أو قريباً منها، لتتبادل الأم الموظفة مع رضيعها الشعور بالاطمئنان والأمان، ولتتاح لها فرصة رعايته خلال أوقات حددت لها. كما تمت زيادة عدد أيام إجازة الوضع للموظفات في إمارة الشارقة إلى 90 يوماً في خطوة سابقة تؤمن بأهمية دور المرأة العاملة كأم. وما جمعية أصدقاء الرضاعة الطبيعية هنا في الشارقة، إلا صورة غنية بأهداف الاهتمام بتغذية الطفل منذ نعومة أظفاره، وتشمل توعية الأمهات وتدريبهن على اتباع أفضل سبل التغذية الصحية لصغارهن.
وفيما يتعلق بالخطاب الذي وجهه حاكم الشارقة لدعم المرأة قالت سموّها «لقد كان من نتائج التعداد السكاني الشامل لإمارة الشارقة عام 2015، وجود كثير من النساء المهجورات، اللواتي يعشن همومهن في وحدةٍ وعوز، فكان أن أشار إليهن صاحب السموّ حاكم الشارقة في وسائل الإعلام»، وقال: «لن أترك أولئك الزوجات مقهورات مهجورات بهذا الوضع.. وأقول لكل واحدة منهن.. يا ابنتي سأنصفك وأعطيك حياة أجمل من حياة هذا الرجل».
وأردفت سموّ الشيخة جواهر القاسمي «في الشارقة مؤسسات الخدمة الاجتماعية التي تحظى برعاية مباشرة من صاحب السموّ الحاكم، ومني شخصياً، إيماناً منا بأن أفضل إنجاز يمكن أن يقدمه القائد لشعبه هو أن يبقي من يستظلون برعايته على مستوىً معيشي يتناسب وظروف كل منهم وحاجاته، ومن هذه المؤسسات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة الذي تفرعت فيه شرائح المجتمع المستهدفة منه، ففضلاً عن المرأة والطفل، هنالك الشاب المراهق والفتاة والمعاقون وكبار السن والأيتام، والمرضى الذي خصصت لهم جمعيات صديقة لكل فئة من الأمراض المستعصية كالسرطان والسكري والكلى والتهاب المفاصل وغيرها. ويعمل في مؤسسات المجلس الأعلى أكثر من 1500 موظف وموظفة، وتشكل المرأة 80% من فرق العمل فيها».
وتابعت «إن المرأة الإماراتية، والشارقية على وجه الخصوص، نتاج رعاية اجتماعية مكثفة، شاركت هي في إنتاجها. وترى المرأة الإماراتية في المهن، وفي الأعمال الحرة، والثقافة والإبداع، والمراكز القيادية، والسياسة، والعمل الأكاديمي. كما تجدها أماً في البيت؛ هذه هي دولة الإمارات العربية المتحدة».
وقالت سموّها «ذات يوم بعد الخطاب الذي ألقاه الأمين العام للأمم المتحدة، أثناء مشاركتي في فعالية إطلاق الحملة الدولية «هو من أجلهاHe for She» في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، عندما وصف المعاناة والتحديات التي تواجه الملايين من النساء المسلوبة حقوقهن في العالم. وقتها التفتُّ إلى الوفد الذي كان يرافقني وقلت لهم: «نساء العالم بحاجة إلى صوت قوي ومؤمن بهن، وقادة كقادتنا في الإمارات».
واختتمت حرم صاحب السموّ حاكم الشارقة «من منطلق إيماننا بأنفسنا وثقتنا بأننا نحظى بدعم من قيادتنا، وبمباركة من سموّ الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، أطلقتُ مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة التي تهدف إلى دعم المرأة وتمكينها والارتقاء بواقعها ومستقبلها في إمارة الشارقة وأنحاء العالم كافة، والانتقال الكامل بها إلى نطاق فعال، تكون فيه عنصرا أساسياً ومحورياً في قطاعات العمل والحياة كافة، وعدم حصرها ضمن نطاقات الدعم والمساعدة والمساواة بالرجل، إلى جانب السعي نحو توفير وسائل وبرامج عالمية مبنية على أساس التكامل في العمل والتنمية بين الرجل والمرأة، والتأكيد أن المرأة عنصر أساسي ومحوري يجب التعامل مع احتياجاتها في قطاعات العمل والاقتصاد على أساس أنها مورد بشري مهم لا يمكن الاستغناء عنه في مسيرة التنمية».
وشارك في الجلسة تينا براون المؤسسة والرئيسة التنفيذي لشركة «تينا براون لايف الإعلامية»، ومؤسسة ملتقى «نساء في العالم»، والدكتورة سكينة يعقوبي مؤسسة المعهد الأفغاني للتعليم، ولورنس إي تشيكرينغ مؤسس ورئيس جمعية «غلوبالي أديوكيت غيرلز»، وهيلين كلارك مديرة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأدارتها الإعلامية السعودية منى أبوسليمان.

حضور الجلسة

شهد الجلسة الشيخة عائشة بنت محمد القاسمي، عضو المجلس الاستشاري في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، والشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة «شروق»، والشيخة عائشة بنت خالد القاسمي، رئيسة جمعية الاتحاد النسائية، ونورة النومان، المديرة العامة لمكتب سموّ الشيخة جواهر القاسمي، وخولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري في الشارقة، وعائشة بوسمنوه، عضو المجلس الوطني، وعفاف المري، عضو المجلس التنفيذي في الشارقة، وحشد من رئيسات الدوائر الحكومية والمديرات والقيادات النسائية.