الشيخة جواهر: المرأة استطاعت إثبات نفسها عن جدارة في مختلف المجالات

GIE_2530-2_edit

كوالالمبور: شهدت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، المؤسسة والرئيسة الفخرية لمجلس سيدات أعمال الشارقة، ملتقى الشارقة لسيدات الأعمال الذي نظمته المؤسسة، أمس، في العاصمة الماليزية كوالالمبور، بالتعاون مع غرفة التجارة والصناعة الدولية الماليزية، لبحث سبل تمكين المرأة في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا، وتعزيز دورها والارتقاء به في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والمهنية. وأكدت سموّ الشيخة جواهر، أن دولة الإمارات، في ظل توجيهات قيادتها الرشيدة، اهتمت بالمرأة وسعت إلى تمكينها، إيماناً منها بامتلاكها طاقات هائلة قادرة على النهوض بالأمة وتعزيز مكانتها، مشيرة إلى أن المرأة استطاعت إثبات نفسها عن جدارة في مختلف المجالات، بل وحققت التفوق في الكثير من الأحيان، وأصبح حجم الإبداع والتكامل الذي أضافته المرأة إلى مختلف نواحي الحياة ظاهراً جلياً، لاسيما في مجال الأعمال.

قالت سموّ الشيخة جواهر: «هناك حاجة ملحّة إلى مواصلة الارتقاء بالمرأة العربية والمسلمة على الصعيد الاقتصادي، فبدون دورها الأساسي في التنمية والتطوير يفقد المجتمع جزءاً مهماً من موارده الثمينة، وقد حرصت إمارة الشارقة، من خلال عدد من المبادرات، على توفير كل سبل الدعم للمرأة وتقديم الإسناد اللازم لها، وكانت آخر هذه المبادرات، مؤسسة «نماء»، التي تعنى بشكل رئيسي بالارتقاء بالمرأة في القطاع الاقتصادي وتوفير التدريب والتأهيل والاستشارات لها في هذا المجال». ووجهت سموّها الدعوة إلى أعضاء غرفة التجارة والصناعة الدولية الماليزية ومجتمع سيدات الأعمال الماليزيات لزيارة الشارقة، والتعرف إلى ما تقدمه الإمارة من دعم وتحفيز لسيدات الأعمال، وقالت: «لقد نجحت سيدات الأعمال الماليزيات في أن يكنّ جزءاً رئيسياً ومؤثراً في المنظومة الاقتصادية الماليزية، من خلال مشاريعهن المختلفة التي قدمت قيمة مهمة، ليس لماليزيا فقط وإنما للاقتصاد الإسلامي عموماً، ونودّ التأكيد لسيدات الأعمال الماليزيات أنهن سيجدن في الشارقة بيئة لا تقل تنافسية ودعماً لأعمالهن عن تلك التي توفرها بلادهن لهن، وأنهن سيكنّ محل ترحيب في ربوع إمارةٍ تعد وطنهنّ الثاني».

حضر فعاليات الملتقى الذي أقيم في غرفة التجارة والصناعة العالمية الماليزية، أميرة بن كرم، نائبة رئيسة مؤسسة «نماء»، رئيسة مجلس إدارة مجلس سيدات أعمال الشارقة، وويرا جليلة بابا، رئيسة غرفة التجارة والصناعة الدولية الماليزية، وحرم سفير دولة الإمارات في ماليزيا، وقرينات سفراء قطر، وعُمان، ومصر، والسودان، وليبيا، والجزائر لدى ماليزيا، وعضوات مجلس سيدات أعمال الشارقة، وأكثر من 150 سيدة أعمال رائدات في مختلف القطاعات من ماليزيا.

 

وتضمن الملتقى، الأول من نوعه بين سيدات الأعمال في الشارقة وماليزيا، سلسلة من الجلسات النقاشية، تناولت سبل تمكين المرأة وتعزيز دورها في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، شارك في تقديمها أربع عضوات من مجلس سيدات أعمال الشارقة هن: الدكتورة أمل العلي، مؤسسة شركة «كاردف» للاستشارات الإدارية والتدريب، ومديرتها التنفيذية، ورغدة تريم، صاحبة دار أزياء «كنزي»، وندى اللواتي، مؤسسة مجموعة «سييد» للتعليم والتطوير المبكر العالمية، ومديرتها التنفيذية، وهدى اللواتي، الشريكة والرئيسة التنفيذية للاستثمار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في «مجموعة أبراج»، إلى جانب أربع سيدات أعمال ماليزيات، هن: داتو فريدة بيلس، مؤسسة مجموعة مدارس «كيمبكا»، ومهاني أونج، نائبة رئيس جمعية المصممين «بوميبوترا»، ومؤسسة ومديرة شركة «MSP» للاتصالات، وشيرينا رزالي، مؤسسة مطعم «إيناك»، وبوان ناديرة يوسف، الرئيسة التنفيذية وأحد مؤسسي «ندي أيو» للتقنيات، مديرة جمعية «غريت» للسيدات الماليزيات.

 

واستعرضت المشاركات خلال الملتقى تجاربهن في مجال ريادة الأعمال، التي تنوعت في خمسة مجالات هي التعليم، والإلكترونيات، والاستثمار، والأزياء، والأغذية، والنجاحات التي حققنها من خلال مشاريعهن الخاصة، وأشادت عضوات مجلس سيدات أعمال الشارقة، بالرعاية الكريمة التي يحظين بها من صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، والدعم الكبير الذي تقدمه لهن قرينته سموّ الشيخة جواهر، وهو ما أسهم في تعزيز مكانة الشارقة إمارة جاذبة للاستثمار، ومحفزة للسيدات على الدخول إلى عالم ريادة الأعمال.

 

وعلى هامش أعمال الملتقى تم توقيع مذكرة تفاهم بين مجلس سيدات أعمال الشارقة، وغرفة التجارة والصناعة العالمية الماليزية، وقعتها أميرة بن كرم، وويرا جليلة بابا، هدفت إلى تعزيز العمل المشترك بين الطرفين، وتوسيع الفرص الاقتصادية للمرأة في منطقتي الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا.

 

ونصت بنود المذكرة على تعاون الطرفين في إطلاق المبادرات والمشاريع المشتركة التي تعزّز دور المرأة، وتوفر الدعم اللازم لها، وابتكار أساليب ومناهج متميزة لتشجيع السيدات على دفع عجلة التنمية الاقتصادية في مجتمعاتهن، بما يسهم في فاعلية وتقدم الأمة ونهوضها.

 

وأعربت أميرة بن كرم عن سعادتها بتنظيم هذا الملتقى الذي يقام للمرة الأولى، وقالت: «تتمتع إمارة الشارقة بعدد من المحفزات لبيئة الأعمال التي تشكل أهمية كبيرة للمستثمرين، لاسيما من سيدات الأعمال، إذ وفرت السبل الكفيلة بدعم استثماراتهن وتوسعها مستقبلاً».

وأكدت أن دولة الإمارات تتمتع بعلاقات خاصة مع ماليزيا، حيث أصبحت الإمارات منذ عام 2008 واحدة من أكبر الشركاء التجاريين لماليزيا، وبلغ حجم التبادل التجاري بين الجانبين نحو 29.4 مليار درهم (ثمانية مليارات دولار أمريكي) عام 2012، كما تم توقيع اتفاقية بين البلدين لتجنب الازدواج الضريبي، ما يمثل خطوة مهمة تعزّز التعاون الاقتصادي بين البلدين، وتشجّع المزيد من الشركات الماليزية، لاسيما الصغيرة والمتوسطة منها، على بدء عملياتها في دولة الإمارات انطلاقاً من الشارقة. وأضافت: «يستثمر في الشارقة حالياً عدد من رجال الأعمال والمستثمرين الماليزين، وليس بينهم سيدة واحدة، وهذا ما دفعنا إلى تنظيم هذه الزيارة إلى ماليزيا للتعريف بمقومات الاستثمار الفريدة في الإمارة وفرص تحقيق النمو الكبيرة التي تزخر بها، خاصة في القطاعات الحيوية مثل السياحة والسفر، والبيئة، والنقل والخدمات اللوجستية، والرعاية الصحية، وهذه القطاعات بالذات تحمل فرصاً كبيرة لسيدات الأعمال الماليزيات، كما أنها توفر عائداً جيداً على الاستثمار».

 

وأشارت بن كرم إلى أن «اقتصاد إمارة الشارقة يتسم بالتنوع، وهناك كثير من المشاريع السياحية التي جذبت الملايين من الدولارات من الاستثمارات، وقد سمحت هذه المشاريع للمستثمرين بتقديم منتجات وخدمات حققت ناجحاً لافتاً على صعيد الربحية والانتشار في الأسواق المتخصصة، ما يعني أيضاً أن هناك مجموعة متزايدة من الفرص أمام الشركات والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة الماليزية العاملة في قطاع الضيافة، لتوريد السلع والخدمات للقطاع السياحي في الإمارة والدولة عموماً». من ناحيتها، أشادت ويرا جليلة بابا، بسموّ الشيخة جواهر، وباهتمامها بتوطيد العلاقات بين سيدات الأعمال في الشارقة وماليزيا من خلال هذا الملتقى، وما نتج عنه من اجتماعات ولقاءات واتفاقيات، وأكدت أن هذه الزيارة ستعزز من حضور إمارة الشارقة ودولة الإمارات في النشاط التجاري الماليزي، وأوجدت الكثير من نقاط التفاهم والتواصل التي ستفتح الباب واسعاً أمام عدد من فرص التعاون مستقبلاً.

 

وأبدت إعجابها الكبير بالجهود التي تبذلها إمارة الشارقة في دعم المرأة، وتمكينها، وتوفير فرص النمو والتطور لها. وأشارت إلى أن الملتقى كان متميزاً، وحافلاً بالفرص المتنوعة في الكثير من المجالات التجارية والاقتصادية، من خلال تركيزه على التدريب، والتمويل، والشراكة، والتسويق، وأبدت ترحيبها بالمزيد من التعاون مع جميع أعضاء الوفد الإماراتي الصديق. وتخلل الملتقى عرض فيلم وثائقي قصير استعرض إنجازات سموّ الشيخة جواهر القاسمي، في مجال تمكين المرأة، والأدوار الكبيرة والمهمة التي تقوم بها سموّها في سبيل تعزيز مكانة المرأة في المجتمع، من خلال المبادرات الكثيرة التي تطلقها وتتابعها وتوليها الرعاية الكاملة.

 

وتضمن الملتقى عرض أزياء تشكيلة خريف وشتاء 2016 المتنوعة من دار أزياء «كنزي» لسيدة الأعمال الإماراتية رغدة تريم، التي قدمت من خلاله خيارات رائعة لعباءات المناسبات الفخمة، وفساتين السهرة المميزة، والقفاطين ذات الطابع الإسلامي الثقافي الشرقي، التي تناسب مختلف الأذواق، استخدم فيها كريستال شواروفسكي، والأقمشة الفاخرة مثل الحرير والتافتا، والأورغانزا، وغيرها.

 

وجاء تنظيم هذا العرض، الذي لاقى إعجاباً كبيراً من الحضور، في إطار اهتمام مجلس «إرثي» للحرف التقليدية المعاصرة، التابع لمؤسسة «نماء»، بدعم السيدات المهنيات العاملات في مجال الحرف التقليدية، وتطوير مهاراتهن، ورفع جودة منتجاتهن، ودفعهن إلى استثمار مواهبهن في إطلاق مشاريع مبتكرة، ذات قدرة تنافسية عالية في الأسواق الإقليمية والعالمية، لتحقيق مصدر دخل مستدام لهن.

 

وقبل انطلاق الملتقى، تم تنظيم جلسة تعارف جمعت أعضاء مجلس سيدات أعمال الشارقة، بمجموعة من رائدات الأعمال في ماليزيا، وشكلت فرصة مثالية لمناقشة الأفكار التجارية، وتبادل المعلومات عن أحدث التطورات في مجال الأعمال.

 

.