الشارقة: أكدت حرم صاحب السمو حاكم الشارقة سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيس المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، رئيس تحرير مـــجــلة «مـــرامي»، عـــلــى أهــمــيــة الانسجام والتواصل بين المدرستين النظامية ومدرسة المجتمع، لما لهما من تأثير مباشر على النشء، وأن الإنسان الناجح هو من ينجح في كلتا المدرستين من خلال ما يحصل عليه من رعاية متكافئة، إن من قبل الأمهات والآباء أو المدرسين.
ونبّهت سموها في مقالتها الشهرية لمجلة «مرامي» عدد أبريل، الصادرة عن المجلس الأعلى لشؤون الأسرة إلى مدرسة جديدة في مجال تعليم الأبناء، وهي مدرسة التقنيات الذكية التي دخلت بسرعة رهيبة إلى عالمنا، ونافست بقوة كل من سبقها من مدارس، لتكون مدرسة الزمن المعاصر، لتؤكد في ختام مقالتها على نوع جديد من المدارس التي لا بد وأن ينتبه لها أولياء الأمور وأصحاب الشأن في المدارس النامية، ألا وهو المسرح الذي يعد بوابة أخرى للتعلم، والتي تعلّم النشء أن يحملوا رسالة خير وفرح، ليعلموها للآخرين. وتالياً نص الافتتاحية:
«لم يعد التعليم في زمننا هذا محدوداً بالمدرسة والفصل الدراسي ومناهج التعليم وبالمعلم فقط، بل دخل أشخاص آخرون وأماكن ووسائل أخرى للتأثير في منظومة التعليم، وقد يكون هذا التأثير داعماً للمنظومة مثرياً لها، فإن كانت هذه نظرتنا لهذا التأثير باعتباره مظهراً إيجابياً وضرورياً لأنه مكمل للجهود في تعليم النشء على الحضور الفاعل والمؤثر في المستقبل، فإنه أيضاً يحتاج إلى قراءة متأنية لما ستعطيه كل مدرسة افتراضية فيها من علم ومعرفة تؤثر في الفكر وفي الأخلاق السلوكية.
التعليم حكاية في حياتنا، لا تغلق فصول الحديث عنها، بل تتجدد بتجدد حياتنا، ونظرتنا إلى أنفسنا، إلى تاريخنا ومستقبلنا، وتطلعاتنا إلى أن نواصل في طريق التحضر ومسايرة القوافل المتقدمة في الميادين الكثيرة المحيطة بنا، والتي تشكل مشهد حياتنا الآمنة التي نريد.
منذ زمن درجت مقولة مفادها: أن ما يتعلمه الطفل في مدرسته من مُثل وقيم وأخلاق، ودعوة المعلمين له إلى التمثل بها في معاملاته مع الغير، يجد في المجتمع المحيط به ما يخالف ذلك من قبل من يكبرونه سناً والذين يعتبرون النموذج أو القدوة له.
وبعد، فإن الحياة كلها مدرسة، تعتمد على مناهج تتضح أهميتها في تحقيق تنميتنا ودعم تحضرنا، وأخذنا إلى قيادة الأمم إلى القيم المعرفية والأخلاقية، التي نحن بحاجة إليها اليوم، كي تعود أجنحة الأمان بسلام محلّقة في أجواء الحياة البشرية؛ لهذا علينا أن ننبذ ما لا علاقة له باسم «مدرسة» المنهاج المعرفي الإنساني.
الشيخة جواهر: الحياة مدرسة تعتمد على المنهاج المعرفي الإنساني
13 أبريل 2017