الشيخة جواهر: الاستثمار في طاقات النساء ومواهبهن من أساسيات التنمية

553336_1

لندن: أكدت قرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة مؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، المؤسسة والرئيسة الفخرية لمجلس «إرثي» للحرف التقليدية المعاصرة، أن تطوير قدرات ومهارات الحرفيات ودعمهن وتذليل العقبات التي تعتري طريقهن، هي مهمة شخصية تقوم بها في إطار دعمها للمرأة بشكل عام، والإماراتية بشكل خاص، وتشجيعها على تعزيز حضورها في قطاعات الأعمال.
أشارت سموها إلى أن هذه المهمة تمثل تأكيداً على أن الاستثمار في طاقات النساء ومواهبهن، في أي مكان من العالم، يُعد من أساسيات التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنهض بها المجتمعات وتصبح أكثر تطوراً.

جاء ذلك في حفل إطلاق سموها، أمس الأول بالعاصمة البريطانية لندن، أول خط إنتاج عالمي لحرفة التلي الإماراتية في إطار الشراكة بين مجلس «إرثي»، التابع لمؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، و«آسبري لندن»، العلامة البريطانية التجارية الفاخرة التي تأسست منذ عام 1781.
وشهد الحفل الذي أُقيم في مقر «آسبري لندن» إطلاق مجموعة من حقائب «آسبري» المزينة بتطريزات «التلي» الإماراتية، والتي أبدعتها مجموعة من الإماراتيات العاملات ضمن برنامج «بدوة» للتطوير المهني والاجتماعي التابع لمجلس «إرثي».
ويذهب ريع هذه المجموعة بالكامل إلى البرامج والمشاريع التي تنفذ ضمن برنامج «بدوة»، والرامية إلى دعم وتمكين السيدات المهنيات الإماراتيات.
وقالت سمو الشيخة جواهر القاسمي بهذه المناسبة «اليوم نرى إنجازاً جديداً للمرأة الإماراتية تسطره بجهدها وسواعدها وإبداعاتها، إنجازاً يسجل لتراث وحاضر دولتنا وأصالتها ولمستقبل أكثر إشراقاً، اليوم تؤكد المرأة الإماراتية أنها قاردة على الإبداع والتميز في مختلف المجالات، فكما أبدعن في القطاعات الحكومية والإدارية والأكاديمية، ها هنّ الآن يصلن بحرفهن التقليدية إلى العالمية لتمتزج مع كبرى العلامات التجارية».
وأضافت سموها «إن العمل الحرفي للسيدات في دولة الإمارات العربية المتحدة يشكل تاريخ وأصالة الشعب الإماراتي، وما نسعى إليه ليس فقط الحفاظ عليه بل تطويره وتسويقه ودعم كافة العاملات به لمواصلة الإبداع، وبفضل دعم قادة الدولة، والجهود المتواصلة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك (أم الإمارات) رئيسة الاتحاد النسائي العام، الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية، وما يقوم به مجلس «إرثي» بدأنا نشهد خلال الفترة الماضية تطوراً ملحوظاً وكبيراً في هذا الصدد، إذ باتت الحرف التقليدية تأتي بمردود اقتصادي جيد على الحرفيات وتسهم في تطوير جودة أعمالهن ودعم مشاريعهن الصغيرة».
ولفتت سموها إلى أن مجلس «إرثي» أطلق مؤخراً العديد من المبادرات الرامية إلى دعم الحرفيات والارتقاء بالمنتجات التراثية الإماراتية والمساهمة في تسويقها داخل الدولة وخارجها، وذلك من خلال مد العاملات في هذا القطاع الحيوي بأفكار تسويقية وأساليب جديدة تواكب التطورات المعاصرة.
وثمنت سموها تدشين الشراكة الاستراتيجية بين «إرثي» و«آسبري لندن»، التي أثمرت إطلاق مجموعة محدودة من الحقائب المرصعة بـ«التلي» الإماراتية الأنيقة، التي طرزتها مجموعة من الحرفيات المبدعات تحت مظلة برنامج «بدوة». وأكدت سموها أنها ستواصل جهودها المبذولة لتمكين الإماراتيات العاملات في مجال الحرف التقليدية، ومساعدتهن على إحيائها والمحافظة عليها، وتوريثها للأجيال القادمة، ونشرها على المستوى الإقليمي والعالمي.
حضر فعاليات الحفل، الذي أقيم في «آسبري فلاغ شيبستور» في لندن، الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، وأميرة بن كرم، نائب رئيس مؤسسة نماء للارتقاء بالمرأة، رئيس مجلس سيدات أعمال الشارقة، ونورة خليفة السويدي، مديرة الاتحاد النسائي العام، وعلياء المزروعي حرم سفير الإمارات في المملكة المتحدة، وهيفاء الكيلاني، مؤسسة ورئيسة المنتدى العربي للمرأة، وسوسن جعفر، عضو مجلس إدارة جمعية أصدقاء مرضى السرطان، ونورة النومان، رئيسة المكتب التنفيذي لسمو الشيخة جواهر القاسمي، وريم الفلاسي، الأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة، بجانب مجموعة كبيرة من سيدات الأعمال والمجتمع من الإمارات وبريطانيا والوطن العربي.
وقالت هيلاري لويس، مدير عام شركة آسبري لندن للمنتجات الجلدية: «مثّلت مجموعة «غرزة تلو الأخرى»، التي أطلقها مشروع «بدوة» للتنمية الاجتماعية، تحدياً لدمج حرفة «التلي»التقليدية التراثية مع الحرف العصرية بطريقة مبتكرة وتوظيفها بإبداع، واستطعنا استخدام حرفة «التلي» الإماراتية في تزيين منتجات «آسبري» التي تمتاز بالتصاميم المبتكرة والأسلوب الفريد، من خلال استخدام مقدرات شركة «آسبري» في التصاميم الجميلة، ونحن مسرورون بنتائج هذا التعاون، وعرض حفل إطلاق المجموعة الحصرية من الحقائب اليدوية لهذه الشراكة بالشكل الأمثل، ونحن سعداء بالنجاح الذي حققناه، وبالتجاوب الإيجابي الذي تلقيناه، كما نتطلع إلى مواصلة الشراكة مع حرفيات دبا الحصن، ومجلس «إرثي» لمناصرة القضايا الخيرية النبيلة».

فخامة عالمية بلمسات إماراتية

من ضمن مجموعة الحقائب المحدودة التي قدمت للجمهور حقيبة اليد موديل «1781»، المزينة بتطريزات «التلي» المحاكة يدوياً، وتتميز باستخدام نمط من تطريزات «التلي» يعرف تقليدياً باسم «الفتول»، حاكتها بإتقان الحرفية أمينة محمد شرف الدين، وحقيبة الكتف موديل «مورغان ميني ساند ديون بول سكل»، التي دُمجت من خلالها قطع جديدة من «التلي» حاكتها بإتقان الحرفية الخبيرة زهرة شيخ أحمد، والحرفية شيخة راشد اليماحي.
وتميزت حقيبة اليد موديل «1781 ميني بيتش هت بلو ليزارد»، باستخدام مجموعة مختارة من تطريزات «التلي» حاكتها يدوياً الحرفية الرئيسة فاطمة فريد، بالتعاون مع الحرفيات الخبيرات مريم عزيز الرحمن، وسينديا علياماهي، وفاطمة محمد الصاوي.
ولاقت حقيبة اليد موديل «بيل بوتهاوس بلو سكين سي بلو نوبوك»، المرصعة بتطريزات فريدة، إعجاب السيدات أيضاً، إذ استُخدمت فيها الخطوط القُطرية التقليدية من تطريزات «التلي»، التي حاكتها بدقة وإتقان مريم عزيز الرحمن.
ولاقت حقيبة اليد موديل «دارسي 30 سم بوت هاوس بلو بيبيل كروكودايل»، اهتمام الحضور، نظراً لتصاميم «التلي» الرائعة التي تزينها، وهي من إبداع حرفية الجيل الثالث باينة السريدي، وتطلّب إنتاجها تضافر جهود أربع حرفيات ماهرات هن: عائشة علي أحمد، وسيدة حسين، ومريم اليماحي، وفاطمة الصاوي.
وعرضت حقيبة اليد موديل «دارسي سكوير ساند ديون ليزارد»، المزينة بقطع «التلي» المعروفة تقليدياً ب «ساير ياي»، و«بوخوصة» التي حاكتها الحرفيات الإماراتيات رابعة سالم علي، وفاطمة صلاح عبد الرحمن، وماهاريلنسا حيدر عبد الخالق.

استثمار القدرات في مشروعات مبتكرة

يعمل مجلس «إرثي» للحرف التقليدية المعاصرة التابع لمؤسسة «نماء» للارتقاء بالمرأة، على دعم المهنيات العاملات في مجال الحرف التقليدية، وتطوير مهاراتهن، ورفع جودة المنتجات لديهن، ودفعهن إلى استثمار مواهبهن في إطلاق مشروعات مبتكرة، وذات قدرة تنافسية عالية في الأسواق الإقليمية والعالمية، بهدف تحقيق مصدر دخل مستدام لهن، بما يسهم في عملية التمكين الاقتصادي والمهني اللازمين لتحقيق الاستقرار الاجتماعي والأمن، والاستقلال والعيش الكريم.
وتأسست «آسبري لندن» في 1781، وتعتبر عنواناً دائماً للعلامة البريطانية الفاخرة ، بفضل تركيزها على تطوير الجودة وتحسين المنتج والابتكار، وتمتاز منتجاتها الجلدية بأسلوب فريد، وجودة عالية، وتصميم مبتكر، حيث تُصنع كل قطعة من أجود المواد، عن طريق دمج التقنيات التقليدية بالإرث الحرفي العريق، والمواد المتخصصة.
وتُشكل الشراكة معها إضافة حقيقية لمجلس «إرثي»، بسبب علامتها التجارية التراثية القوية، ومستوى حرفيتها العالية.